نشرت الصحيفة الفرنسية “لوموند” تقريراً سلطت فيه الضوء على الاحداث التي جرت مؤخرا في المملكة الأردنية الهاشمية، وعن إحباط محاولة قادها الأمير حمزة بن الحسين لزعزعة استقرار المملكة الأردنية بالتعاون مع شخصيات مقربة من الحكومة حسبما أعلنت عنه الحكومة الأردنية ببيان صحفي.
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن الاتهامات التي أعلن عنها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ضد الأمير حمزة بن الحسين أثارت تساؤلات ما زال الأردنيون يبحثون عن إجابات واضحة لها.
وقد صرح الصفدي ببيان رسمي أن الأمير حمزة بن حسين، والمستشار السابق للملك باسم عوض الله، والمبعوث الخاص السابق لدى المملكة العربية السعودية الشريف حسن بن زيد، متورطين في محاولة لزعزعة استقرار المملكة (دون التطرق إلى أي تفاصيل).
وقد أكد وزير الخارجية الأردني، بأن تصريحاته تستند إلى ما توصلت إليه تحقيقات الأجهزة الأمنية خلال فترة طويلة من المراقبة، والتي خلصت عن اتصالات مع جهات خارجية بهدف زعزعة استقرار أمن الأردن.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن عدة دول سارعت بمباركة الإجراءات التي اتخذها الملك الأردني عبد الله الثاني من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، لكن الكثير من المراقبين وجزءا كبيرا من الرأي العام الأردني لا يزالون يشككون في الرواية الرسمية.
وبحسب “لوموند” الفرنسية قد علّق شخص مقرب من العائلة المالكة في هذا السياق قائلا: “لا أعتقد أن الأمر يتعلق بصراع على العرش داخل العائلة الحاكمة. السبب المباشر لما حدث حسب رأيي هو الاضطرابات الاجتماعية والسخط الشعبي. وقال “أعتقد أن الأمير حمزة كبش فداء، وأن الحكومة بالغت في الحديث عن “زعزعة استقرار أمن الاردن” من أجل إسكات الأصوات المطالبة بالإصلاح ومقاومة الفساد”.
وحسب الصحيفة، فإن الأمير حمزة البالغ من العمر 41 عامًا، يمثل شوكة في خاصرة الملك عبد الله الثاني، الذي يكبره بثمانية عشـر عامًا. ومن أجل ضمان البقاء على العرش، نزع الملك عبد الله ولاية العهد من أخيه غير الشـقيق عام 2004 وأسنـدها إلى ابنه الحـسين، وهو ما يتعارض مع رغبة والدهما الراحل الملك حسين وزوجته الرابعة المـلكة نور، والدة حمزة.
ورغم إبتعاد الأمير حمزة عن دوائر السلطة، استطاع الأمير حمزة أن يكوّن علاقات قوية مع القبائل الأردنية، وفقا للصحيفة.
ويرى الصحفي الأردني أسامة الشريف، أن الأمير حمزة “لديه شعبية كبيرة داخل المجتمع الأردني وبين القبائل، لأنه قريب من الناس وينتقد سياسات الدولة والفساد الذي ينخر مفاصل البلاد”.
من جانبه، يقول المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة: “في السنوات الأخيرة، استخدم الأمير حمزة أسلوبًا جديدًا في التواصل، يتمثل في نشر تغريدات على صفحته الرسمية على موقع تويتر ينتقد من خلالها السلطات. وقد كثّف الأمير حمزة في الأشهر الأخيرة من لقاءاته مع القبائل، مدفوعا برغبته في استغلال الموقف السياسي الذي تمر به البلاد”.
ويتابع السبايلة: “تواجه المملكة الأردنية العديد من التحديات في أعقاب جائحة فيروس كوفيد-19، وقد تأثرت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تأثرا شديدا بإغلاق البلاد”.
بإرسال فيديو إلى قناة “بي بي سي” عبر محاميه، كشف الأمير حمزة عن وجوده رهن الإقامة الجبرية بسبب مشاركته في اجتماعات انتقد فيها الملك، ونفى مشاركته في أي مؤامرة خارجية ضد الأردن.
وقد وجّه الأمير حمزة خلال اجتماعاته انتقادات لاذعة للنظام الحاكم ورأى أنه يقوم على المصالح الشخصية والفساد ولا يهتم لمسـ ـتقبل ملايين الأردنيين. وفي غياب أدلة مثبتة على الصلة المزعومة بين الأمير حمزة وباسم عوض الله، وهو شخـ ـصية مثيرة للجدل في الأردن، فإن الرواية التي قدمتها السلطات لا تبدو كافية حسب الصحـ ـيفة لتبرير ما تم اتخاذه من قرارات.
ويقول الشخص المقرب من العائلة المالكة إنه لا يوجد مقارنة بين الأمير حمزة وباسم عوض الله، حيث جنى عوض الله الكثير من الأموال الخليجية خلال فترة عمله في القصر الملكي، وهو مـتورط في قضايا فساد.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن ما حدث مؤخرا من شأنه أن يقسم المجتمع الأردني بين أنصار الملك عبد الله الثاني وأنصار الأمير حمزة، قبل أيام قليـلة من الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة الهاشمية في 11 نيسان/ أبريل.
وفي تسجيل صوتي جديد، أعلن الأمير حمزة رفضه الانصياع لأوامر البقاء داخل المنزل وعدم التواصل مع العالم الخارجي. ولفت السبايلة أن على الأسرة أن تتعامل مع الأحداث الراهنة بمنتهى الحكمة لأن أي قرارات غير مدروسة قد تؤدي إلى مزيد من الانقسام في المملكة الأردنية.
المصدر: عربي٢١
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.