وكتب ملحم ” وجسارة، وشهامة، وفروسية منقطعة النظير تشبهه، وتشبه من خف وحيدا تحت زخات الرصاص لإسعافها، بعد أن غرقت في دمها؛ حتى فاضت روحها إلى بارئها، وتقديم المساعدة لزميلتها؛ التي لاذت إلى جذع شجرة لحماية نفسها من مصير رفيقتها في مهنة المتاعب، والتي قضت برصاصة قناص حاقد أخترقت رأسها.
وأضاف، “لهذا الفارس الشهم الجسور، الذي ألقى بنفسه في جوف الردى، يليق الثناء، ويليق به الفخر والتكريم والفداء .. إنه فارس بألف رجل…شكرا شريف”.
وفي مشهد بطولي إستطاع الشاب الفلسطيني شريف العزب من إنقاذ جسد المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وتمكن من إنقاذ حياة صديقتها رغم قساوة المشهد ووابل الرصاص الذي وجهته قوات الاحتلال صوبهم، لينجح الشاب عزب بكل شجاعة من إنقاذ ما تبقى من الموقف رغم إصابته شخصيا.
وعلق الشاب شريف العزب ” لم أكن أتخيل الوضع الذي رأيتها فيه، في البداية سمعت صرخات ذهبت على مصدر الصوت كانت ملقاة على الأرض بعد إصابتها وكانت زميلتها تبكي على الجانب الأخر”.
لم يتوقف وابل الرصاصات رغم علم الجنود أنها ماتت، مما زاد الوضع صعوبة فقد كان أمام شريف خيارين لا ثالث لهما إما أن ينجو بحياته ويتركهما أو يكمل في إنقاذهما وقد كان للشاب الشجاع الإختيار الثاني مما زاد جنون الاحتلال الذي صوب نحوه عدة طلقات.
يقول شريف ” في البداية حاولت نقلهم لمكان أمن إستعدادا لركوب إحدى السيارات والذهاب سريعاً للمستشفى ولكن جنود الإحتلال استمروا في إطلاق الرصاص علينا وأصـبت في قدمي ولكن أكملت في مساعدتهم وإبعادهم عن المنطقة بالكامل “.
وعن رواية “اسرائيل” حول إحتمالية اصابة الصحفية شيرين ابو عاقلة من مقاومين فلسطينيين قال عزب ” غير صحيح فكل من كان في المنطقة يعلم جيدا أن الرصاص كان من جنود الاحتلال ولم كن هناك مسلحين، كما أن المكان الذي استشهدت فيه لم يكن فيه أي مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث تواجدت فيه مجموعة من الصحافيين وهم يقفون جانباًوفي منطقة مفتوحة بعيدة عن المخيم نوعا ما وعلى مرأى قوات الاحتلال”.
وتابع شريف العزب: “تمكنت من الوصول إلى أبو عاقلة بعد قفزي عن جدار في المكان يرتفع قرابة المترين، حتى أخرجتها من هناك وجرى نقلها إلى المشفى، وللأسف الشديد كانت قد ارتقت شهيدة بسبب إصابة مباشرة في الرأس”.
وأضاف “ منذ ليلة الحادث وأنا لا أستطيع النوم فالمشهد بكل قساوته لا زال عالقا في ذهني”
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.