تكوين صداقات كثيرة والعزلة الإيجابية.. تعرّف فوائد أن تكون عازباً
بعد عيد الحب.. خمس فوائد للعزوبية
غير مدركين لفوائد العزوبية الكثيرة التي لا يراها إلا المرتبطون! دفع عيد الحبّ كثيراً من العزاب إلى رثاء أنفسهم، معتقدين أن كلّ ثنائي يحتفل بهذا العيد أكثر سعادةً منهم.
هل تظن أن كونك عازباً يوم عيد الحب قد يدفعك إلى رثاء نفسك؟
إن كنت كذلك فيجب أن تدرك أن لديك كنزاً، تاجاً فوق رأسك لا يراه إلا المرتبطون المخطوبون المتزوجون.. ما هذا الكنز؟ حسن، دعني أخبرك في عدة نقاط تالية فوائد العزوبية.
“السنجلة جنتلة”
هي جملة ابتكرها شباب وفتيات مصريين رأوا أن الحرية بلا حب أو ارتباط تجعلك أوتوماتيكياً “جنتلاً” أو “ملك أمرك”. يقول خالد علي (40 سنة) لـTRT عربي: “مميزات كوني عازباً تتركز في ميزة واحدة، أنني حُر، وليست لدي التزامات تجاه شخص آخر”، هذا هو معنى “ملك نفسك فقط”، لا ملك على آخرين ترعاهم وتسهر على رضاهم.
حين تكون وحيداً فلن تعبأ إلا بنفسك، كل الوقت لك، وكل الجهد لك، وكل أموالك لك، طعامك لك، بيتك لك وحدك…
تخيل معي لو كنت مرتبطاً وتريد أن تجلس في المنزل لمشاهدة فيلم وطلب طعام من مطعمك المفضل، فيما يريد شريكك/شريكتك الخروج لتناول الطعام في الخارج، ماذا ستفعل حينها؟ إما أن تفعل ما يريده شريكك، وإما أن تنجرّ إلى شجار لطيف سريع “يعكنن” عليك سهرتك… تخيلت؟ حسنٌ.. هذه هي أول ميزة.
بنفس المعنى يقول سامح أبو حسن، مصور صحفي في بداية الثلاثينيات تمت خطبته حديثاً، يقول لـTRT عربي إنه يفتقد نزهاته مع أصدقائه، التي كانت تحدث بشكل يومي تقريباً على الرغم من ازدحام يومه بالعمل، فإنه كان حريصاً دائماً على أن يلتقي ليلاً أحد الأصدقاء كروتين يومي
أما الآن فهو يدخر أي مصروفات ولو بسيطة ليستطيع إيفاء متطلبات الزواج المادية، كما يفتقد بشدة هوايةً محببة كان يفعلها كثيراً وقت أن كان عازباً، هي تجربته الطعام في مطاعم كثيرة، وسفره بين المحافظات المصرية ليكتشف أكلات جديدة أو مطعماً حديثاً. وعلى العكس ترى أسماء محمد، عشرينية عزباء، أن الحرية ليست ميزة تتمتع بها الآن فقط، لأنها لن تفقدها مع الارتباط بأي شخص وتقول لـTRT عربي: “فأنا شخصية مستقلة تنفق على نفسها وتسافر دون مشاكل مع أهلها.. ولم أجد مشكلة تحكم من آخرين في علاقة سابقة.. والمفترض أن أي علاقة مريحة هي ميزة، وعندما لا تكون العلاقة مريحة فعدم وجودها هو ميزة منطقياً”.
” كم بنينا من خيال حولنا!”
اكتشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة McGill الكندية، في نهاية عام 2020، أن الشعور بالوحدة يساعد على تقوية أجزاء من الدماغ مرتبطة بالذكريات والتخطيط المستقبلي والخيال، وهو ما أثبته أيضاً جرجوري فيست المهتم بعلم النفس الإبداعي في جامعة سانت هوزيه بكاليفورنيا، أن الوحدة مرتبطة بالإبداع ارتباطاً وثيقاً، وتوصل إلى أن من صفات الذين يفضلون البقاء في العزلة تقبلهم الأفكار والتجارب الجديدة. بل إن فيست أشار في بحثه الذي أجراه على علماء وفنانين إلى أن من أبرز صفاتهم قلة اهتمامهم بالمخالطة الاجتماعية، إذ إنهم يميلون إلى فهم أنفسهم ومحاولة التعبير أكثر عن ذواتهم.
تقول عن ذلك أميرة حسن لـTRT عربي، وهي موظفة ثلاثينية متزوجة حديثاً: “عندما كنت (سينجلاً) كانت عندي مميزة أفتقدها بشدة، هي حرية الحركة، والأمل في الحب المثالي، والطموح والانطلاق”، ثم تضيف ضاحكةً: “يا رب أرجع سينجل تاني”.
فإذا كان لديك هدف ما أو عمل عليك إنهاؤه أو مشروع يجب إجراء بعض التعديلات عليه، فلا تحزن يوم عيد الحب لكونك وحدك، بل استثمر ذلك في التركيز مع نفسك والتعبير عنها وانطلق بخيالك لتحقيق طموحك، لأنك الآن تنعم بذلك.
“واعرف حكايات مليانة آهات”
في دائرتك أصدقاء، وبالتالي بينهم أزواج مرتبطون تعرفهم، بعضهم يبدو سعيداً والبعض حائر والبعض منطوٍ غامض، وآخرون يرفلون في الحزن والشكوى، وها أنت ذا تجلس وحدك، يأتيك من كل اتجاه وحدب حدوتة ما من صديق، رسالة تشكو فيها صديقةٌ زوجها، تسمع إشاعة عن خيانة أحدهم أو إهمال إحداهن… تجلس وترى وتلاحظ، وبعدها تكتسب خبرة ونضجاً.
حين يأتي الوقت وتقرر الارتباط صدّقني ستُحسِن الاختيار بنسبة كبيرة، نتيجة خبراتك وأنت خارج الملعب. ملاحظة الآخرين في علاقاتهم وتصرفاتهم وتحليل ذلك سيؤدي بك إلى أن ترى نفسك جيداً وتعرف ماذا تريد من الطرف الآخر، وتجعلك واقعياً تعرف إمكانياتك فلا “تعشّم” بما لا تستطيع فعله، وكذلك تعرف ماذا يمكنك أن تُعطي وما تقدر أن تنال دون ضغط أو مشكلات.
العزوبية أيضاً تمنحك الوقت لتفرز الشركاء المحتمَلين للارتباط وتنتقي، وأيضاً كما قالت لنا أميرة: “فترات السَّنْجَلة الطويلة مهمة قبل الارتباط الطويل”.
“الدنيا كلها شبابيك…”
لا تزال في مرحلة الـ”بَغْدَدة”، أو بمعنى آخر إحساسك بالقدرة على الاختيار. تَخيَّل كيف ستكون العلاقة مع تلك أو مع هذا، تَصوَّر كيف ستكون سهراتكما معاً، هل من الممكن أن يكون عطوفاً وقت الخصام؟ سأمنحه بعض الوقت في مخيلتي ومشاهدتي تصرفاته من بعيد لبعيد.
من الممكن أيضاً أن تكون وغداً وتمنح نفسك تصريحاً بالتعرف إلى أكثر من شخص في وقت واحد بلا التزام أو تعهُّد بالمضي قدماً، بل لمجرد أن تجرّب كيف ستكونان معاً. هذا ما فعلَته (أ)، فتاة في أواخر العشرينيات متزوجة حديثاً قالت لـTRT عربي: “كان بيجيلي أكتر من هدية وأكتر من رسالة من ناس بتسعى إننا نرتبط. من ساعة الجواز ممكن يعدّي سنة ما يجيليش حاجة خالص، لا من جوزي عشان ظروف البيت وما ينفعش أتكلم، ولا من حد تاني لأني اتجوزت، بقى خلاص مفيش مني أمل. أنا في سنة خرجت فيها 3 خروجات فلانتاين على أيام مختلفة”.
فلتنعم بأنك قد تكون “كراش” شخص ما، وأنك أمل كثيرين، وأنك أنت أيضاً قد تنال حب هذه، أو تخطفين قلب هذا الرجل اللطيف… لمَ العجلة وفي التأني السلامة وكثير من الدلع والاهتمام؟
” السعادة في الفلوس”
هل تعلم أن 10 ملايين جنيه هي حجم مبيعات هدايا عيد الحب في أسبوع واحد، حسب تقرير صادر عن الغرف التجارية المصرية؟ هل تعلم أن هذه الملايين قد لا تصنع السعادة حقّاً ولا تشتري الحب؟ فلا تنخدع بكل هذه الدباديب والورود التي تراها يوم عيد الحب تسير حولك في الشارع، ماذا لو كنت مرتبطاً وذهبت لشراء هدية وورود بألف جنيه، بجانب ما ستدفعه في عشاء رومانسي أيضاً، هل تدرك أنك بهذا المبلغ تستطيع أن تُسعِد نفسك، أن تسافر يومين خارج القاهرة،
أو تشاهد بهذا المبلغ 15 فيلماً، أو بنفس المبلغ تأكل عشرين بيتزا بيبروني وسط، أو تحصل لنفسك على معطف من الكشمير الممتاز في فترة الخصومات؟ السعادة حقّاً في المال، لكن إن كان لك وحدك، ليس حين تنفقه على هدايا بلا معنى، فستدرك أنت مع مرور العمر وسيُدرِك الآخرون أن الحب ليس بالهدايا. تقول أسماء: “مش مُجبَرة أجيب هدية كروتين وتلزيق مالوش معنى، لكن ممكن أجيب هدية في أي وقت”.
نصيحة أخيرة تختتم بها أميرة كلامها: “ماتحسّش إن فايتك كتير… مش كل المرتبطين بيحتفلوا بالفلانتاين”.
المصدر: ـTRT عربي