ولقي 8 عمال فلسطينيين مصرعهم، مساء اليوم الخميس، نتيجة حادث سير مروع وقع بين مركبة فلسطينية خاصة وشاحنة فلسطينية لنقل الإسمنت.
وأوضح العقيد أبو زنيد في تصريح للوكالة الرسمية أنه قام بالتوجه إلى موقع الحادث برفقة فريق من الخبراء، وبعد المشاهدات الأولية تبين أن هناك خللا يؤدي إلى الحوادث، يكمن في الطريق، خط التوقف البعيد عن مدخل المفترق لمسافة تقدر بنحو 30 متراً، مشيراً إلى أن من شاهد الفيديو ولديه دراية بقوانين المرور والسير، يمكنه أن يحكم بأن مسافة التباطؤ التي قطعتها السيارة الخاصة أمام الشاحنة هي سبب الحادث.
وأضاف أبو زنيد “بعد خط التوقف والوقوف التام، يجب أن يسير السائق في مسار طويل نسبياً من أجل إجلاء المفترق بالسرعة الممكنة، استنادا إلى القاعدة المرورية الأشمل في قانون السير، التي تنص على أن تقوم المركبة التي تدخل المفترق بإخلائه بأسرع وقت ممكن، إلا أن خط التوقف البعيد عن مدخل المفترق، يجعل السائق يتحرك حركة بطيئة (خط تباطؤ)، وهذا قد يؤدي إلى حسابات خاطئة من قِبل السائق القادم من المنطقة الشمالية، وفي حال حدوث ذلك يمكن أن تقع كارثة، وهذا ما حدث اليوم”.
وأوضح مدير عام شرطة المرور، أنه قال لضابط إسرائيلي في الموقع، إن التخطيط الهندسي للطريق والمفترق يضع السائق في ظروف تكون فيها احتمالية وقوع الحادث أكبر من النجاة.
وشدد أبو زنيد على أن كل حادث يقع ضمن ظروف وملابسات يجب دراستها بالاعتماد على الخبرة والتحقيق للخروج بنتيجة، مشيرا إلى أن ما قام باستخلاصه وفق المشاهدات الأولية يمكن أن يتفق معه الآخرون ويمكن أن يدحضوه.
وأضاف: “أن هناك عدة عوامل يجب الأخذ بها عند بدء التحقيق، ومنها الحالة النفسية للسائقين وحالة المركبات وتخطيط الكروكي إلى جانب إفادات السائقين والشهود، وكل ذلك قد يفضي إلى نتيجة مخالفة للاستنتاج الذي قمت به من خلال المشاهدات الأولية”.
إقرأ أيضاً: بعد حادث سير فصايل نشطاء وصحافيون يطالبون بمحاربة ” عمالة الأطفال”
وأكد مدير عام شرطة المرور أن جولة ميدانية للشارع تم تنفيذها قبل أربع سنوات مع الجانب الإسرائيلي، ووضعت خلالها الملاحظات والاستنتاجات، التي كانت في معظمها تشير إلى أن مستوى السلامة المرورية منخفض عند كافة مداخل القرى والمدن الفلسطينية الواقعة على الطريق مقارنة بالمستوطنات، وفي غالبيتها يتعلق الموضوع بعدم مقدرة السائق على كشف الشارع بشكل كافٍ.
وأستطرد، أنه تم نقل الملاحظات للجهات الإسرائيلية، التي لم تقم بتصحيح الأخطاء في هذا الشارع، منوهاً إلى أن شرطة المرور الفلسطينية طالبت عبر الارتباط بعقد لقاء في المستقبل القريب لعودة إقناعهم بضرورة أن يجري تصحيح الخطأ الهندسي في هذا الطريق.
وأختتم : “السلامة المرورية الصحيحة تعتمد على ثلاثة عناصر، وهي التعليم والهندسة وتطبيق القانون، أما الهندسة وتطبيق القانون نحن لا علاقة لنا بها في تلك المنطقة التي شهدت الحادث، كونها تخضع لسيطرة إسرائيلية مباشرة، يتحملون بموجبها المسؤولية عن تخطيط الطرقات وهندستها”.
المصدر: رام الله الإخباري
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.