وقالت اليونسكو في بيان بموقعها على الإنترنت، إن لجنة التراث العالمي التابعة لها قررت خلال جلسة استثنائية إدراج سبعة مواقع أثرية تشهد على مملكة سبأ الغنية وإنجازاتها المعمارية والجمالية والتكنولوجية من الألفية الأولى قبل الميلاد حتى ظهور الإسلام نحو 630 ميلادية، على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أنها اتخذت إجراء طارئاً لإدراج هذه المواقع في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، بسبب تهديدات التدمير جراء الصراع المستمر.
يتيح الإدراج بهذه القائمة الحصول على مساعدة دولية معززة فنياً ومالياً، وتساعد في حشد المجتمع الدولي بأكمله لحماية المواقع.
من جهته قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، إن “هذا القرار جاء تتويجاً لجهود ثلاثة أعوام لفريق عمل مكون من وزارة الإعلام والثقافة والسياحة، والسلطة المحلية في محافظة مأرب، والمندوبية الدائمة لبلادنا في اليونسكو”.
وأضاف أن قرار اللجنة تضمن “حث الحكومة اليمنية على دعوة مجموعة من الخبراء لدراسة المواقع والرفع بتقارير فنية للجنة التراث المادي، وتوفير الموارد لحمايتها وإدارتها”.
وتقع هذه المواقع في منطقة شبه قاحلة من الوديان والجبال والصحاري، وتضم بقايا مستوطنات حضرية كبيرة، من ضمنها المعابد الضخمة والأسوار والمباني الأخرى.
ونوهت اليونسكو إلى أن نظام الري في مأرب القديمة يعكس براعة تكنولوجية في الهندسة المائية والزراعة على نطاق لا مثيل له في جنوب شبه الجزيرة العربية القديمة.
تعد حضارة سبأ أو مملكة سبأ، اليمن حالياً، واحدة من أبرز الحضارات التي نشأت في منطقة شبه الجزيرة العربية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الملكة سبأ.
وسبق أن أدرجت المنظمة في مطلع ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مدن شبام وحضرموت القديمة والمسورة وصنعاء القديمة، وزبيد التاريخية، ضمن قائمة التراث العالمي، لكنها في السنوات العشر الأخيرة أدرجت هذه المدن التاريخية في قائمة التراث المهدد بالخطر، وهي خطوة تسبق عادةً إخراج المدن من قائمة التراث العالمي إذا لم تعمل السلطات الوطنية على إزالة المخالفات.
وجاءت موافقة اليونسكو على إدراج آثار مملكة سبأ بعد بيع قطع أثرية يمنية نادرة تعود إلى حقب تاريخية قديمة لدولة سبأ وقتبان وغيرها من الممالك اليمنية القديمة، في مزادات أقيمت بعدة دول أوروبية منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل ثماني سنوات.
الجدير بالذكر أن اطراف النزاع اليمنية سبق أن فشلت في تمديد اتفاق هدنة بالبلاد لمرة ثالثة، بدأ في 2 أبريل/نيسان 2022 وانتهى بانتهاء آخر تمديد في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
في حين يعاني اليمن حرباً بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، بإسناد من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي قتل في 2017 بمواجهات مع مسلحي الجماعة، إثر انتهاء التحالف بينهما.
وتصاعدت حدة النزاع منذ مارس/آذار 2015، بعد أن تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.