تعرف على جذور الصراع بين أذربيجان وأرمينيا 2020

بين أذربيجان وأرمينيا 2020 حول هذا الإقليم لم يتوقف منذ عام 2014 حتى أصبحت جدول أعمال بالنسبة للطرفين، وكانت ذروة الاحتدام بينها عام

‏يتمحور الصراع الأذري الأرمني حول إقليم “ناغورنو قره باغ” Dağlık Karabağ

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

والصراع حول هذا الإقليم لم يتوقف منذ عام 2014 حتى أصبحت جدول أعمال بالنسبة للطرفين، وكانت ذروة الاحتدام بينها عام 2016 في حرب الأربعة أيام حين وقع 94 قتيل أذري مقابل 84 قتيل أرمني

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

‏أساس الصراع في المنطقة يعود لعام 1921 إثر احتلال روسيا البلشفية كلا من أذربيجان وأرمينيا، وتأسيسها فيهما حكومتين شيوعيتين تخضعان لها، أعلنت موسكو حكما ذاتيا لـ”قرة باغ” الأذرية، ذات الأغلبية الأرمنية، لتزرع بذلك نواة توتر بين البلدين ما يزال قائما.

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

‏في عام 1987 دخلت المنطقة منحدر العنف، فمع تداعي الاتحاد السوفييتي، أقر زعيمه آنذاك، ميخائيل غورباتشوف، إصلاحات منحت الأرمن في قرة باغ صلاحيات أوسع، لكن ذلك أعقبه تصعيدهم، على مستوى الشارع، المطالبة بالانضمام إلى أرمينيا، ما أشعل التوتر مع الأذريين.

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

‏في عام 1988 الإدارة الأرمنية لقره باغ تطلب رسميا الانضمام إلى أرمينيا، لتبدأ مواجهات دامية على مدى أشهر، أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
في عام 1990 غورباتشوف يرسل 26 ألف جندي لقمع مظاهرات في أذربيجان تطالب بالاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، وسقوط عشرات القتلى فيما سمى بـ كانون الأسود

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

‏مع انهيار الاتحاد السوفييتي 1991 ونيل ياريفان وباكو الاستقلال، أعلنت الأخيرة إنهاء الحكم الذاتي لقرة باغ، لكن الإدارة الأرمنية فيها سارعت إلى إعلان “الاستقلال”، مشعلة فتيل الحرب.
في 1992 أعلنت أرمينيا الحرب على أذربيجان وارتكبت مجازر فاقت 30 ألف قتيل في مذبحة خوجلي

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

‏استمرت الحرب سنتين وأسفرت عن تهجير مليون شخص معظمهم من الأذريين
حاولت الولايات المتحدة اجراء اتفاق بين الطرفين لكنها رفضت شعبياُ
المناوشات لم تهدأ وكان أكبرها حرب الأربع أيام في اقليم قره باغ التي راح ضحيتها أكثر من ٢٠٠ قتيل

بين أذربيجان وأرمينيا 2020

لكن ما الذي حصل مؤخراً؟

‏ما حصل مؤخراً يأتي في سياق المناوشات بين البلدين الذي كان ظاهرها انتخابات مارس 2020، وباطنها هو سياسي وعسكري
فسكان الإقليم من الأرمن يسعون لتحقيق حلمهم في الاتحاد مع أرمينيا، لكن موقع هذا الإقليم التجاري يصل بين جورجيا وأرمينيا وأذربيجان جعل مهمة إلحاقه بأحد الأطراف صعباُ

‏هنا يأتي دور فرنسا التي تقف موقف الداعمة لادعاءات الأرمن في مذبحتهم المزعومة، والتي تستغلها دائماً ضد أذربيجان وتركيا، وتأخذ دور المدافع عن أرمينيا
ومن جهة أخرى تعد إيران شريكاً تجارياً رائداً لأرمينيا ضد أي تحالف تركي – أذري – جورجي
ففي إيران جالية أرمنية كبيرة وذات نفوذ

‏هناك صفقات أسلحة بين أذربيجان واسرائيل، واسرائيل لا تدعم المزاعم الأرمنية في مذبحتهم، لأنها تريد أن تكون الوحيدة التي تعرضت للاضطهاد والمذابح، وهذا يقلق روسيا التي تدعم أرمينيا عسكريا، ناهيك عن صفقات النفط والغاز بين أذربيجان واسرائيل.

‏تعترض أذربيجان على صفقات التسليح الروسية لأرمينيا، وغنى أذربيجان بالنفط والغاز جعلها تقوم بزيادة التسليح العسكري 20 ضعف خلال العقدين الماضيين، وأصبح باستطاعة أذربيجان الوصول للعمق الأرمني
لكن الفارق هذه المرحلة هو تنامي القوة العسكري والسياسية التركية

فما علاقة تركيا بأذربيجان؟

‏العلاقة بين تركيا وأذربيجان هي مثال للعلاقة بين الأخوة، فالقومية الأذرية هي عرق تركي، وترى هذه القومية في تركيا الأخ الشقيق الأكبر
فتركيا أول دولة اعترفت باستقلال أذربيجان عن الاتحاد السيوفيتي، وأكبر دولة داعمة لها في إقليم كارا باغ، واللغة الأذرية اللغة الأقرب للتركية

‏فقد حارب الأتراك مع الأذريين في تحرير باكو ضد الجيش البلشفي، ناهيك عن البعد التاريخي والتجاري والقومي بين البلدين

تنظر فرنسا وأوروبا لتنامي القوة التركية على أنه سينعكس على دول الجوار، وأهمها وأولها أذربيجان، وفي نفس الوقت تدرك أوروبا وروسيا أيضاً خطورة الإنزلاق لحرب هناك

‏تعود أذربيجان لتكون اليوم أحد النقاط الأساسية للصراع بين تركيا وأوروبا، فتطورات الوضع في سوريا وليبيا “برأيي” دفع روسيا بأرمينيا لتحريك ملف كارا باغ، والذي بطبيعة الحال سيؤثر على الأداء العسكري والسياسي والدبلوماسي لتركيا، خاصة أن مفاوضات ستجري في اسطنبول بما يخص النفط

[المصدر:الكاتب/ محمود حج علي ]

https://twitter.com/mahmuthacali_ar?s=09

https://twitter.com/mahmuthacali_ar?s=09