فلسطين، خطوات نحو الاستقرار الأمني

بعد حرب تكبّدت فيها غزّة خسائر بشريّة وماديّة كبرى، أعلن الطّرفان عن إيقاف إطلاق النّار، وخرج الفلسطينيّون للشوارع للاحتفال بما وصفه الكثيرون بالنّصر على قوات الاحتلال.
الاستقرار الأمني

بعد حرب تكبّدت فيها غزّة خسائر بشريّة وماديّة كبرى، أعلن الطّرفان عن إيقاف إطلاق النّار، وخرج الفلسطينيّون للشوارع للاحتفال بما وصفه الكثيرون بالنّصر على قوات الاحتلال. 

ورغم هذا، يُشككّ البعض في ما إذا كان هذا “نصرًا حقيقّيًّا”، ذلك أنّ الخسائر البشريّة والماديّة لغزّة كانت موجعة هذه المرّة، حيث سجّلت وزارة الصحّة الفلسطينيّة استشهاد قرابة 250 فلسطينيّ وجرح ما يزيد عن 1500. 

هذا وانتقد عدد من المسؤولين البارزين بالسلطة الفلسطينيّة ومن بينهم محمد اشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني وماجد فرج، رئيس المخابرات العامّة، الدعوات التي وجّهتها بعض الأطراف المشبوهة لبدء حرب أهليّة في الضفّة الغربيّة ورفع السّلاح. واعتبر هؤلاء السياسيّون أنّ هذه الأطراف تخدم أجندات خارجيّة، وهي تعمل معها بالوكالة لإنفاذ مصالحها على حساب مصالح الفلسطينيّين.

يُذكر أن الشعب الفلسطيني بالضفة الغربيّة قد أبدى مرونة وقدرة عالية على ضبط النّفس، حيث لم ينجرّ وراء استفزازات المستوطنين الذين حاولوا دفعهم إلى استعمال العنف، ما يجعلهم في أفضليّة، نظرًا لوقوف الجيش الإسرائيلي إلى جانبهم. 

وبالعودة إلى المسؤولين برام الله، فقد انتقد عدد منهم دعوات الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، الذي ضمّنها دعوات لمقاومة العدوان الإسرائيلي باستعمال السّلاح، الأمر الذي ترفضه السّلطة الفلسطينيّة، وعلى رأسها محمود عبّاس الذي يحاول دائمًا فضّ النزاعات بأقلّ الأضرار الممكنة.

هذا ويدعم عبّاس الاحتجاج الشعبيّ السلميّ والضغط على إسرائيل دوليّا من خلال توثيق جرائمها والتظلّم أمام المجتمع الدولي الذي بدأ يقف في صف فلسطين في السنوات الأخيرة. 

كما وتشير مصادر تزعم أنّ لها علاقات بالخارجية المصريّة والأردنيّة إلى أنّ قيادات حمساويّة ترفض هي الأخرى تأجيج الأوضاع في الضفة الغربيّة، ما يجعل الرّأي القائل بضرورة نشوب انتفاضة مسلحة في الضفة معزولا حتى داخل حماس.