حقيقة تعارض لقاحات كورونا مع التخدير الموضعي والكلي
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي شعائعات حول خطورة التعرض للتخدير بأنواعه الكلي والموضعي وآثاره التي قد تكون “مميتة”، بعد تلقي مختلف أنواع اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
في حين أكد تقرير لموقع “Health desk ” الطبي، عدم وجود أي دليل يشير إلى أن التعرض للتخدير الكلي أو الموضعي بعد تلقي اللقاح، قد يُشكّل أي خطر أو تهديدًا لحياة الأشخاص.
وأضاف التقرير الطبي أنه لم يصدر عن مُصَنّعي اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” أي تحذيرات تفيد بعدم التعرض للتخدير (الكلي / الموضعي) بعد تلقي اللقاح.
وأفاد التقرير أن أدوية التخدير قد تقلل فعالية اللقاح، بسبب تفاعله المباشر مع جهاز المناعة، منوهاً إلى إمكانية حدوث تداخل في الطريقة التي يُعلّم بها اللقاح جسم الشخص على مكافحة العدوى.
ولهذا أوصت “الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير ” (ASA) بالانتظار لمدة أسبوعين على الأقل (في حال لم تكن العملية إسعافية)، بعد الجرعة النهائية من اللقاح بهدف منح الجسم الفترة الكافية لاكتستب المناعة الكاملة، قبل الخضوع لعملية جراحية تتطلب التعرض لأدوية التخدير.
في ذات السياق، رد البروفيسور “لحسن بليمني”، الطبيب المسؤول بالمستشفى العسكري في الرباط، مؤكدا أن المعلومات الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي لا أساس لها من الصحة.
وشدد بليمني على أن التخدير بأنواعه، العام والموضعي والنصفي، لا علاقة له بالحالة التي يروجها المنشور.
وأضاف البروفيسور أحمد غسان الرئيس السابق للجمعية المغربية للإنعاش والتخدير، نافياً وجود أية علاقة علمية أو إيبدميولوجية حسب مختلف المعطيات بين التلقيح والتخدير أو “البنج”، سواء كان موضعيا أو كليا.
وقال من المعروف حاليآ ان العمليات الجراحية التي تجرى أثناء حالة وبائية غير مستقرة تعرض المريض لانتقال العدوى، وأن غير المطعمين كلياً هم أكثر عرضة”.
لكن الرئيس السابق للجمعية المغربية للإنعاش والتخدير لفت إلى أن التوصيات العالمية، وكذلك توصيات الجمعية العلمية المغربية، أكدت على “إرجاء العمليات غير المستعجلة (الطارئة)، إلى أربعة أسابيع بعد التلقيح، لكي تكون درجة الحماية من العدوى كبيرة جدا”.
من الجدير بالذكر أن جهات عدة كانت قد نفت وجود أضرار على متلقي لقاحات كورونا جراء التعرض للتخدير بـ”البنج”، منها وزارة الصحة السعودية، حيث أكد المتحدث الرسمي باسمها أنه لا يوجد أي رابط بين “البنج” الموضعي أو العام وأخذ اللقاحات بما في ذلك لقاحات كورونا.
وتختلف التوصيات الطبية من شخص لآخر بحسب وضعه الصحي وضرورة إجراء العملية الجراحية فورًا أو إمكانية تأجيلها.
ولكن في جميع تلك الأحوال، فإن طبيب التخدير هو الشخص الذي يقرر خطورة الحالة من عدمها، أثناء مقابلته للمريض قبل موعد إجراء أي عملية جراحية، والتعرف إلى تفاصيل حالته الصحية بالكامل.
يتداول الناس الكثير من الإشاعات والأعراض الجانبية المبالَغ بها حول لقاحات فيروس “كورونا”، ولا يثق الكثيرون بتلقيه، إذ يعتبرون أن سرعة إنتاج اللقاحات بعد عشرة أشهر من اكتشاف الفيروس سبب كافٍ لاتخاذهم قرارًا بعدم الثقة به.
وقالت هيئة الدواء المصرية عما يتم ترويجه عبر منصات التواصل، لا اساس له الصحة، وما يروج من خطورة استخدام أدوية التخدير، ومنها أدوية التخدير الموضعي التي تستخدم في جراحات الأسنان، مع لقاحات فيروس كورونا، مؤكدة أنه “بالبحث في المصادر العلمية المعتمدة تبيّن أنه لا يوجد دليل علمي على تعارض استخدام أدوية التخديرمع لقاحات فيروس كورونا”
كما كشفت كلية “طب الأقدام” البريطانية College of Podiatry عدم وجود دليل يشير إلى أنه لا ينبغي إعطاء التخدير الموضعي للمرضى بسبب تلقي لقاح “كوفيد-19” أو تلقيه مؤخرًا.
ونقل موقع College of Podiatry التصريح السابق عن لجنة الأدوية والأجهزة الطبية بالمملكة المتحدة (MMDC) في مشورة قدمتها بشأن الأشياء التي يجب على الأطباء مراعاتها للمرضى الذين تلقوا لقاح كورونا.
وقالت لجنة الأدويةوالأجهزةالطبيةبالمملكةالمتحدة: “حاليا لا يوجد ما يشير إلى أنه لا ينبغي إعطاء التخدير الموضعي للمرضى بسبب تلقي لقاح COVID-19 أو تلقيه مؤخرًا”.
وأضافت: “يتم إجراء الجراحة يوميًا في جميع أنحاء المملكة المتحدة باستخدام التخدير الموضعي للمرضى الذين تم تطعيمهم مؤخرًا. بقدر ما نعلم لا يتم منع استخدام التخدير الموضعي في هذه الحالة ولم يتم تقديم أي نصيحة من هذا القبيل أثناء التدريب على اللقاح لأعضاء MMDC).
وذكرت الكلية البريطانية أنه “قد يرى المرء أنه من المعقول تأجيل استخدام التخدير الموضعي لمدة 7 أيام، لكن لا يوجد دليل أو نصيحة رسمية تُعطى لهذا الغرض”.
أي أنه إذا كان المريض يحتاج إلى إجراء يتضمن إعطاء مخدرا لتلقي لقاح كورونا، فلا توجد نصيحة أو دليل واضح يشير إلى ضرورة تجنب ذلك، وفقا للكلية