الادارة الأمريكية الجديدة هل تحدد مصير السوريين
يأمل السوريين من الإدارة الأمريكية القادمة الحصول على دعم لحل سياسي يضمن لهم:
- تحقيق العدالة والمحاسبة
- عرقلة مساعي روسيا وإيران في الإبقاء على بشار الأسد والنظام السوري دون تغييرات حقيقية خصوصاً في أجهزة الأمن والجيش.
لم تتطرق البرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية لحل الأزمة في سورية مطلقاً، باستثناء الحديث عنها في إطار ملف مكافحة الإرهاب ليس أكثر.
وهذا مؤشر على أنّ الأزمة في سورية لم تعد ذات أهمية بالنسبة للإدارة الأمريكية، عدا عن كونها ليست ذات أهمية فعلية بالنسبة للناخب الأمريكي.
فهناك عدّة عوامل تضبط موقف الولايات المتّحدة تجاه أدوار روسية وإيراني في سورية والمنطقة
من بينها الموقف الإسرائيلي، وموقف بقية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وموقف المؤسسات الأمريكية.. إلخ.
ماذا يعني فوز بايدن للسوريين؟
في حال فوز بايدن بالرئاسة، ومن المستبعد أن يلجأ إلى سحب القوات الأمريكية من سورية قبل التوصل لاتفاق نهائي كامل فيما يتعلق بالحل السياسي
لأنه يتبنى غالباً سياسات أكثر استقراراً وانسجاماً مع اتجاه مؤسسات الإدارة الأمريكية لا سيما وزارتي الدفاع والخارجية فيما يتعلق بالشأن الخارجي.
يحمل بايدن موقفاً سلبياً تجاه تركيا، بناءً على تسريبات مصورة سابقة له،
ولكن هذه المواقف الانتخابية لا تتحول بالضرورة إلى سياسات عند وصول المرشح للبيت الأبيض
فهناك الكثير من الاعتبارات التي تحكم سياسة الرئيس، وهي مختلفة عن تلك التي تحكم المرشحين.
يميل بايدن إلى إعادة التوافق مع إيران، وهو ما تعهّد به ترامب أيضاً تعهّد في حالة نجاحه.
لدى ترامب موقف إيجابي نوعاً ما تجاه روسيا، يقابله موقف سلبي من طرف بايدن.
وهذه المواقف لا تعني بالضرورة أنها ستكون لصالح روسيا أو إيران في سورية حال نجاح أيِّ من المرشحين.
يميل الرئيس ترامب إلى سحب القوات الأمريكية من سورية، وقد سعى مرتين خلال فترة ولايته،
وأصدر قرارات بذلك قبل أن يتراجع عنها. ونجاحه بولاية ثانية يعني أن هذا الخيار سيبقى مطروحاً.
وبالتالي تزايد القلق لدى الإدارة الكردية، ودفعها لمزيد من التنسيق مع روسيا وإيران تحسباً لانسحاب مفاجئ.
يقوم موقف ترامب من المشروع الكردي في سورية على عوامل تتعلق خارجياً بعلاقته مع تركيا وروسيا،
وداخلياً بالعلاقة مع الحزب الجمهوري ولوبيات الضغط المختلفة.
ولاستيعاب مواقف الفاعلين المحليين غيّر ترامب لهجته تجاه المشروع الكردي، لإصلاح الضرر الذي أحدثته موافقته على عملية نبع السلام.
لاشك أن السوريين كما العالم أجمع بانتظار نتائج الانتخابات الامريكية ومعرفة الرئيس القادم للولايات المتحدة
بإختصار مازالت نتائج الانتخابات الأمريكية تحدد مصير كثير من الملفات العالم
وهذا ما يتطلع له السوريون أيضًا.
فهل هذه الانتخابات ستحقق ما يتطلع له السوريين منذ عشر سنوات ؟
ل مؤسس مركز جسور للدراسات “محمد سرميني”