اخبار العالم

القمة العربية في البحرين: الرئيس الفلسطينيّ يتّهم الحركة بغزة بـ”توفير ذرائع” لإسرائيل لتهاجم القطاع

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس  الدول العربية والأصدقاء بمراجعة علاقاتهم مع إسرائيل، وربط استمرارها بوقف حرب تل أبيب على الشعب الفلسطيني وأرضه، والعودة لمسار السلام والشرعية الدولية، وأشار إلى أن الولايات المتحدة “استخدمت الفيتو 4 مرات منها 3 لمنع وقف إطلاق النار.

كما اتهم الرئيس الفلسطينيّ، محمود عباس، خلال كلمة ألقاها بالقمة العربية في البحرين، اليوم الخميس، حركة حماس، بـ”توفير ذرائع” لإسرائيل، لتهاجم غزة التي تشهد حربا مستمرّة منذ أكثر من 7 أشهر.

وطالب الرئيس عباس الدول العربية والأصدقاء بمراجعة علاقاتهم مع إسرائيل، وربط استمرارها بوقف حرب تل أبيب على الشعب الفلسطيني وأرضه، والعودة لمسار السلام والشرعية الدولية.

وقال الرئيس الفلسطيني خلال القمة العربية الـ33 المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة: “قررنا استكمال تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير بخصوص العلاقة مع دولة الاحتلال، أمام الرفض الإسرائيلي للسلام ومبادرة السلام العربية، واستمرار العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وتدمير مؤسسات دولة فلسطين، واعتداءات الاحتلال وإرهاب المستوطنين في الضفة بما فيها القدس”.

وتابع عباس قوله : “نحو 120 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، ارتقوا شهداء وجرحى، على مدار أكثر من سبعة أشهر، بغطاء ودعم أميركي يتحدى الشرعية الدولية، وينتهك الأعراف والأخلاق”.

وأكد الرئيس عباس : “تواصل دولة الاحتلال اعتداءاتها على شعبنا وأرضه ومقدساته الدينية في الضفة الغربية بما فيها القدس، من خلال جيشها ومستوطنيها الإرهابيين”.

كما ذكر أن إسرائيل “دمرت أكثر من 70 في المائة من مباني غزة السكنية بغطاء وبدعم سياسي وعسكري أمريكي”.

وأشار عباس إلى أن الولايات المتحدة “استخدمت الفيتو 4 مرات منها 3 لمنع وقف إطلاق النار في غزة، ورابع ضد إقامة الدولة الفلسطينية”.

وتابع الرئيس الفلسطيني محمود عباس : “موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، خدم المخطط الإسرائيلي الذي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تنفيذه قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وتضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية”.

وأضاف: “الأولوية الأولى الآن الوقف الفوري للعدوان، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع تهجير شعبنا من غزة أو الضفة، والبدء فوراً بتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية”.

وذكر عباس: “شكلنا حكومة جديدة (برئاسة محمد مصطفى) من الكفاءات لتنفيذ برامج الإغاثة والإصلاح والتطوير المؤسسي، وتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي والأمني، وإعادة الإعمار، واستُقبلت بترحاب من العالم، لكنه لم يقدم لها أي دعم مالي، رغم استمرار اسرائيل باحتجاز أموالنا”.

ولفت الرئيس عباس إلى أن “الوقت أصبح ملحًّا لتفعيل شبكة الأمان العربية (لتوفير المساهمات المالية وتوفير الدعم المالي والاقتصادي والإنساني لفلسطين)، لتعزيز صمود شعبنا، ولتمكين الحكومة من القيام بواجباتها”.

وفي وقت سابق الخميس اليوم، انطلقت القمة العربية في دورتها العادية الـ 33، التي تنعقد لأول مرة في البحرين على مستوى القادة.

وتنعقد القمة في توقيت حرج للمنطقة العربية، حيث تأتي في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية الهمجية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 8 أشهر، وبخاصة مع تصاعد وتيرة القصف وتطويق الحصار بسيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي مع مصر، الأسبوع الماضي.


السيسي: إسرائيل تحاول استخدام الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر لإحكام الحصار على قطاع غزة

بدوره، ذكر رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، أن إسرائيل تحاول استخدام الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع بلاده لإحكام الحصار على قطاع غزة.

وقال السيسي: “تُعقد قمتنا اليوم في ظرف تاريخي دقيق تمر به منطقتنا، ما بين التحديات والأزمات المعقدة في العديد من دولنا إلى الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.

وتابع السيسي قوله: “تفرض هذه اللحظة الفارقة على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين: مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار الذي يدفع إليه التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة”.

وتحدّث السيسي عن “عجز مؤسف من المجتمع الدولي بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية” إزاء ما يحدث في غزة.

وشدد عبد الفتاح السيسي على “انخراط مصر مع الأشقاء والأصدقاء في محاولات جادة ومستميتة لإنقاذ منطقتنا من السقوط في هاوية عميقة”.

واتهم إسرائيل بالوقوف وراء الأزمة بقوله: “وجدنا إسرائيل مستمرة في التهرب من مسئولياتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار”.

وأضاف السيسي: “بل والمضي قدما في عمليتها العسكرية المرفوضة في رفح، فضلا عن محاولات استخدام معبر رفح من جانبه الفلسطيني لإحكام الحصار (المستمر) على القطاع (للعام الـ18)”.

ولفت السيسي أن “بلاده ستظل على موقفها الثابت فعلا وقولا برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها”.

وتابع: “أؤكد أنه واهمٌ مَن يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أو تحقيق الأمن، ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدي نفعا أو تحقق مكاسبا”.

ووجَّه نداءً إلى المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية، بقوله إن “ثقة جميع شعوب العالم في عدالة النظام الدولي تتعرض لاختبار لا مثيل له، وتبعات ذلك ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار”.

وتابع السيسي قوله: “لنضع حدا فوريا لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين، الذي يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

وشدّد الرئيس المصري على أن “الأجيال المقبلة جميعا، فلسطينية كانت أو إسرائيلية، تستحق منطقة يتحقق فيها العدل ويعم السلام ويسود الأمن”.

ومنذ 6 أيار/ مايو الجاري، تنفذ إسرائيل في رفح ما تزعم أنها “عملية عسكرية محدودة النطاق”، وأعلنت في اليوم التالي السيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر؛ ما تسبب بإغلاقه أمام المساعدات الإنسانية.

وتسبّب الهجوم على رفح بتهجير مئات آلاف النازحين من المدينة، التي كان يوجد بها نحو 1.5 مليون، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح.
ويعاني سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، من أوضاع كارثية؛ جراء شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء

ملك الأردن: حرب غزة وضعت المواثيق والعهود الدولية على المحك

وذكر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن الحرب على غزة “وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك”، وبسببها تشهد المنطقة العربية “واقعًا أليمًا وغير مسبوق”.

وقال الملك عبدالله الثاني: “منطقتنا العربية تشهد واقعا أليما وغير مسبوق، في ظل المأساة التي يعيشها الأهل في غزة إثر الحرب البشعة، التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك”.

وأضاف ملك الأردن: “على الحرب أن تتوقف، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعا ممتدا منذ أكثر من سبعة عقود”.

وشدد على أن “ما تشهده غزة اليوم من تدمير سيترك نتائج كبرى في الأجيال التي عاصرت الموت والظلم، وستحتاج غزة لسنوات لتستعيد عافيتها”.

وذكر أن “ما تعرضت له غزة لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار، بل سيجلب المزيد من العنف والصراع”.

وأكد على أنه “لا بد من تعزيز تنسيقنا العربي للتصدي لجملة التحديات أمام بلداننا، وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية”.

واضاف: “في الوقت ذاته، علينا مواجهة الفئات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وسيادة الدولة، وأعمال هذه العصابات الإجرامية، وخصوصا تهريب المخدرات والأسلحة، الذي يتصدى له الأردن بحزم منذ سنوات لحماية شبابنا من هذا الخطر الخارجي”.

ملك البحرين يدعو إلى “مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط”

ودعا ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة خلال افتتاح القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها بلاده، إلى “مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط”.

وقال آل خليفة بعد تسلّمه رئاسة القمّة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: “تتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة”.

وأضاف ملك البحرين “تنعقدُ قمتنا العربية اليوم وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديداتٍ تمس أمتنَا في هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.

وأضاف”وفي ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائي والعادل، كخيار لا بديل له، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية في معركة السلام”.

وتابع: “إذ نجتمع اليوم من أجل فلسطين، فإننا لنؤكد بأن مصلحة شعبها يرتكز على وحدة صفه، كهدف منشود لا حياد عنه، وستظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي لهذه الوحدة”.