في تقرير أصدرته مجلة “يسرائيل ديفينس” التابعة للجيش الإسرائيلي بشأن التحديات التي تواجه إسرائيل في قطاع غزة، تم تقديم اقتراح مدهش لتسليم إدارة القطاع إلى مصر.
وفي الأساس، تشير المجلة العسكرية الإسرائيلية إلى أن هناك حلولاً محتملة لقضية قطاع غزة، ولكنها جميعها تنطوي على صعوبات. وترغب إسرائيل في استبدال حكم حماس في القطاع بجهة أخرى فلسطينية أو جهة عربية تكون أكثر اعتدالًا، مثل مصر.
وتؤكد المجلة أن مصر تعتبر مرشحًا مناسبًا لهذا الدور بسبب حدودها المشتركة مع قطاع غزة وخبرتها السابقة في إدارة المنطقة، فضلاً عن تشابه العرب السنة الغالبية في مصر وقطاع غزة. كما تحافظ مصر على علاقاتها مع رؤساء المنظمات في قطاع غزة.
وعلى الرغم من أن مصر لديها حقوقها في هذا الاقتراح، إلا أنها تواجه تحديات داخلية خاصة في الجانب الاقتصادي. وقد تفاقمت الوضعية في هذه المنطقة مؤخرًا بسبب الأحداث في أوكرانيا، بالإضافة إلى تجاوز عدد سكان مصر 100 مليون نسمة. وعلى الرغم من الجهود المستمرة وغير الناجحة للحد من عدد السكان، فإن مصر تواجه تحديًا كبيرًا في توفير الدعم اللازم لما يزيد عن مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، والذين يعانون من الفقر والعجز.
ولفتت المجلة الإسرائيلية إلى أن البدائل الأخرى غير متاحة في الوقت الحالي، حيث تعاني السلطة الفلسطينية بالكاد في الضفة الغربية وتواجه صعوبات وعدم يقين بشأن المستقبل بعد رحيل الرئيس محمود عباس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن فرصة السلطة الفلسطينية في استعادة السيطرة على قطاع غزة ضئيلة جدًا، نظرًا للتوترات والصراع المستمر بينها وبين حركة حماس.
وأكدت المجلة أن إسرائيل بالتأكيد لا ترغب في استعادة السيطرة على قطاع غزة، حيث لا تنسى تجربتها السابقة في التحكم بالمنطقة ومشاكلها المتعددة. وبناءً على كل التحديات التي يتسبب بها قطاع غزة، فإن التعاطي معه من الخارج يعتبر أكثر جدوى من التدخل الداخلي.
وبالتالي، تقدم المجلة فكرة وسط بين حل جذري يتضمن احتلال قطاع غزة واستمرار الوضع الحالي. وتقترح عملية عسكرية قصيرة نسبيًا في جميع أنحاء القطاع بهدف تدمير البنية التحتية العسكرية، مثل المصانع والمخارط التي تنتج الصواريخ. ومع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن تكلفة مثل هذه العملية قد تكون باهظة، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة وتتطلب تحركات برية داخل القطاع. ومن المعروف أيضًا أن البنية التحتية العسكرية في قطاع غزة تعتمد على الموارد المدنية، مما يعني أنه يمكن تجديد المخزون بعد فترة زمنية معينة.
بشكل عام، فإن إسرائيل استنادًا إلى التحليل السابق، فإن إسرائيل تتجه نحو الاقتراح المدهش لتسليم إدارة قطاع غزة إلى مصر. وتبرر هذا الاقتراح بعدة عوامل تجعل مصر مناسبة لتولي هذا الدور.
أولًا، مصر تمتلك حدودًا مع قطاع غزة، وهذا يعني أنها تمتلك ارتباطًا جغرافيًا واستراتيجيًا قويًا به. بالإضافة إلى ذلك، كانت مصر قد حكمت هذه المنطقة في السابق، مما يمنحها فهمًا أعمق للتحديات والمشاكل التي تواجه السكان هناك.
ثانيًا، تتشابه تركيبة السكان في قطاع غزة ومصر، حيث يتكون معظم سكان القطاع ومصر من العرب السنة. وبالتالي، قد تكون مصر قادرة على التواصل والتفاهم بشكل أفضل مع السكان المحليين وبناء علاقات أكثر استقرارًا مع رؤساء المنظمات في القطاع.
ومن الجدير بالذكر أن مصر، على الرغم من مشاكلها الداخلية والاقتصادية، تسعى لحل الأزمات والتوترات في المنطقة. ومن خلال تولي إدارة قطاع غزة، ستتمكن مصر من العمل على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، وهو أمر مهم للجميع.
ومع ذلك، هناك تحديات تواجه هذا الاقتراح. يوجد أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، ومعظمهم يواجهون ظروفاً صعبة وفقرًا، بالإضافة إلى البنية التحتية المتداعية في المنطقة التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة. قد يكون من الصعب على مصر تحمل تكاليف إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية للسكان في قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه مصر تحديات أمنية جديدة في حالة توليها إدارة القطاع، مثل مكافحة الإرهاب والتعامل مع الجماعات المتطرفة.
من الواضح أن هذا الاقتراح يتطلب تعاونًا وتنسيقًا وثيقًا بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية. يجب أن تتمتع مصر بدعم دولي وإقليمي لتحقيق هذا الدور، بما في ذلك الدعم الاقتصادي والسياسي لتنفيذ المشروع.
في النهاية، يعتبر تسليم إدارة قطاع غزة إلى مصر خطوة جريئة ومبتكرة قد توفر فرصة جديدة لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. إنها فرصة للتخفيف من حدة التوترات بين إسرائيل وحركة حماس، ولتحقيق التقارب السياسي والاقتصادي بين السكان في قطاع غزة ومصر.
ومع ذلك، يتطلب تنفيذ هذا الاقتراح دراسة شاملة للتحديات والمخاطر المحتملة، بالإضافة إلى وضع آليات للمراقبة والتنفيذ المستدامة للاتفاق بين جميع الأطراف المعنية. قد تكون هناك حاجة إلى مفاوضات ومشاورات إضافية لضمان نجاح هذا الاقتراح وتحقيق أهدافه المشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة.
المصدر: “يسرائيل ديفينس”
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.