صرح الاعلامي ناصر اللحام ان الاحتلال الاسرائيلي أبلغ الوزير حسين الشيخ رسمياً برفضه إجراء الانتخابات في القدس، ولكنَّ الرئيس عباس قرّر منح الوساطات الدولية والعالم كله أسبوعاً إضافياً ويبدو أنّ الردود لن تتغير إيجابياً.
وبحسب قناة الميادين فان رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية د. محمد أشتية التقى مؤخراً قناصل بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وسفير الاتحاد الأوروبي، وطلب منهم رسمياً التدخل لتسهيل إجراء الانتخابات في القدس، وكانت ردودها “فاترة”، مشترطةً موافقة الاحتلال على استضافة صناديق الاقتراع.
الدولة الوحيدة التي وافقت على التدخّل كانت هولندا، ولكنها اشترطت موافقة اسرائيل على كلّ شيء.
الدول العربية حصرت نفسها في أداء دور الناصح الأمني، واكتفت بتسريب تقارير أمنية غير دقيقة عن خطورة إجراء الانتخابات الفلسطينية، وأعطت نفسها الحقّ في تحذير الرئيس محمود عباس من فوز محتمل لحركة “حماس”! والأدهى من ذلك أنَّ تقارير المخابرات العربية لاقت استحساناً كبيراً من مخابرات الاحتلال، التي اتكأت عليها لتفتيت الموقف الفلسطيني من الانتخابات ووجوب إجرائها.
القيادة الفلسطينية، وبعد اتصال رئيس “حماس” إسماعيل هنيّة برئيس “فتح” محمود عباس، ما تزال متمسكة بكل قوة بخيار إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 22 أيار/مايو القادم، ولكن:
- لا يبدو أنَّ اسرائيل تتعامل بجدية مع الحقوق الفلسطينية.
- لا يبدو أنّ التنظيمات أو الفصائل الفلسطينية ستتنازل عن حق إجراء الانتخابات في القدس.
- لا يبدو أنَّ للدول العربية أي قيمة أمام حكّام تل أبيب.
- لا يبدو أنَّ الاتحاد الأوروبي سيدخل معركة مع الاحتلال من أجل القدس، وهو منشغل بمفاوضات أميركا وإيران بكامل جهده.
- لا يبدو أنَّ إدارة بايدن تعطي القضية الفلسطينية الأهمية التي منحها إياها جميع رؤساء أميركا السابقين. وحتى الآن، لم يرفع بايدن سماعة الهاتف ويتّصل بالرئيس عباس.
- لا يبدو أنَّ الأمور ذاهبة إلى انتخابات أو إلى تأجيل، بل تبدو ذاهبة إلى الكراهية والتّحريض وسفك الدماء. كما أنَّ منع الاحتلال الانتخابات في القدس سيدفع الأمور إلى الهاوية (ليس إلى حافة الحاوية)، وتبدو المواجهة قادمة بشكل لا يمكن منعه.
- التقديرات الأمنية الفلسطينية مخيفة، لكنها ممنوعة من النشر، ويتمّ حجبها عن الجمهور (الغضب الشعبي – البطالة – الفقر – منع الحريات – منع حرية الحركة – تزايد نسبة تأييد العودة إلى الكفاح المسلّح والصواريخ)، كما أن الصـهاينة بالغوا في وقاحـتهم، وهم لا يفهمون إلا لغة الدم والقوة.
اطّلع الرئيس الفلسطيني على كلّ التقارير، وهو يعرف أكثر مما يحتاج إليه، ولكنه أجّل الأمر أسـبوعاً آخر لاتخاذ قرارات نـهائية، ويحاول وسطاء عرب وعجم إقناعه بعدم اتخاذ قرارات عنيدة وغاضـبة، وبتأجيل الانتخابات البرلمانية حتى شهر آب/أغسطس، وعدم المسارعة إلى إجراء انتخابات رئاسية.
- في 27 نيسان/أيار الجاري، سيعود وفد “فتح” من قطاع غزة. وفي 28 من الشـهر نفسه، سيعود وزير الخارجية رياض المالكي ووفود سياسية وأمنية تم إيفادها إلى أميركا والغرب. بعدها بيوم، سيُـعقد اجتماع جديد للقيادة الفلسطينية.
بعدها، ليس شرطاً أن يكون ردّ الفعل فورياً، ولكن سيتضح للجمـيع إذا ما كانت البلاد ذاهبـة إلى صناديق الاقتراع أو صناديق الرصاص.
وكالات