أكّد القياديّ بحركة حماس، حازم قاسم، لوسائل إعلام فلسطينيّة محليّة أنّ الحركة قد تُراجع موقفها حاليًّا من اتفاقيّة أوسلو التي وقعتها السلطة الفلسطينيّة برام الله، ويُشير قاسم إلى أنّ الحركة لم تُحدّث بعد موقفها الرّسمي من اتفاقيّة أوسلو وباقي الاتفاقات التي أمضت عليها السلطة الفلسطينيّة، متوقّعًا أن تفصل الحركة رأيها في الأمر في وقت قريب.
هذا وأضاف الناطق الرسمي باسم حركة حماس، حازم قاسم، أنّ هناك توجّها جديدًا داخل الحركة يدفع نحو التصالح مع الاتفاقيات التي أمضتها السّلطة الفلسطينيّة. كما وتحدّث قاسم عن ضرورة تجديد الحركة لتعاملها مع بعض القضايا الوطنيّة، مؤكّدًا أنّ هناك وعيًا جماعيًّا داخل الحركة بأهميّة التأقلم مع متطلّبات المرحلة وعدم تشتيت الجهد الوطنيّ.
وقد فهم بعض المحللين تصريحات الناطق الرسمي باسم الحركة على أنّها تمهيد لاعتراف حماس باتفاقيّة أوسلو رغم عدم تصريح حازم قاسم بذلك أو الإشارة إليه بشكل واضح. وبحسب هذه التحليلات فإنّ حماس تحاول إعادة التموقع في المشهد السياسيّ الفلسطينيّ الوطنيّ وتعزيز شرعيّتها الدوليّة، دون التخلّي عن نهج المقاومة، حيث تدرك حماس أنّ الأوضاع الدوليّة في تغيّر مستمرّ وأنّ على حماس تجديد نفسها.
من ناحية أخرى، يبدو الوضع في غزّة غير متوقّع من الناحية السياسيّة، وقد تعدّل قيادات غزّة في طريقة تعاملها مع المستجدات الوطنيّة والإقليميّة بشكل جوهريّ في الأسابيع القادمة.
يبدو أنّ المشهد السياسيّ الفلسطينيّ يعيش تغيّرات كبرى سواء في مكوّناته السياسيّة البارزة على غرار حماس وفتح أو في طريقة إدارة الحكم ونظام العلاقات بين الأطياف السياسيّة. وفيما يعتقد البعض أنّ هناك أملًا في إنهاء مسلسل الصّراع العقيم بين الفصائل الفلسطينيّة وتوحيد السّلطة الفلسطينيّة يرى آخرون أنّ العمليّة أصعب ممّا هو متوقّع ولا ينبغي أن “يُفرط الفلسطينيّون في الأمل”.