سلطت الاضواء في الأونة الأخيرة حول مدى فعالية منظومة “القبة الحديدة” الإسرائيلية، وإلى أي مدى يمكن أن تكون الدرع الواقي وحماية اجواء المدن المحتلة، وذلك بعدما قامت الفصائل الفلسطينية بإطلاق آلاف الصواريخ من غزة باتجاه أراضيها المحتلة.
ووفقا للبيانات الرسمية للاحتلال الإسرائيلي، فإن “منظومة القبة الحديدية لها هدف واحد وهو اعتراض الصواريخ في الجو قبل أن تتمكن من قتل مدنيين إسرائيليين”.
ويقول جيش الاحتلال إن المنظومة اعترضت أكثر من 90% من الصواريخ المستهدفة، لأن القبة الحديدية لا تطارد كل صاروخ.
ولكن على أرض الواقع، وبحسب البيانات الرسمية لجيش الاحتلال، دمّر النظام أقل من نصف الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها حماس والجهاد الإسلامي.
وحتى وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، تم إطلاق نحو 3100 صاروخ من غزة منذ بداية الصراع الأخير، في حين فشل نحو 450 صاروخًا منها في اختراق أجواء إسرائيل.
ومن بين الـ 2650 صاروخًا المتبقية، تم اعتراض نحو 1210 صواريخ.
وبالنظر إلى الكم الهائل للصواريخ التي يتم إطلاقها من قطاع غزة، والتي تكون في كثير من الأحيان على شكل زخات كثيفة، فإن القبة الحديدية “تقرر” أيها يشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة تلك التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان أو أنها سوف تسقط في البحر.
وكانت تقديرات الكيان تشير إلى وجود ما بين 13000 و14000 صاروخ في غزة قبل بدء هذا التصعيد، لذا فإن الاستهداف الانتقائي لهذه الصواريخ قد يبدو أمرًا بالغ الأهمية.
وتتكون المنظومة من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكم لتحليل البيانات التي يوفرها الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض، بينما يكلف كل صاروخ نحو 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 1200 صاروخ قادم هو عمل مكلف للغاية.
ويعتبر المحللون العسكريون الإسرائيليون أن النظام نجح بشكل كبير في حماية المدنيين، لكنهم يرون أن القبة الحديدية مجرد عنـ ـصر واحد من بين عناصر استراتيجية عسكرية أوسع، وفقا لما ذكره موقع “CNN”.
وفي ذات السياق، أشارت صحيفة “روسيسكايا غازيتا”، عن الخبير العسكري الروسي فيكتور بارانيتس، قوله إن “القبة الحديدية” الإسرائيلية فعالة، لكن إمكانياتها محدودة لأنها مصممة لاعتراض عدد محدد من الصواريخ. فمثلا، إذا كان بإمكانها التعامل مع 100 هدف فماذا تفعل حين يتم إطلاق 125 صاروخا باتجاه إسرائيل؟.
وفضلا عن ذلك، فإن إعادة تلقيم وتجهيز “القبة الحديدية” بالصواريخ بعد اطلاق الدفعة الاولى تحتاج إلى وقت طويل وهو ما يمكن أن يستغله مطلقو الصواريخ لصالحهم.
وثمة مشكلة أخرى تتعلق بثمن صواريخ الاحتلال الاعتراضية الإسرائيلية والذي يتراوح بين 40 ألف دولار و100 ألف دولار. ولذلك فإن اعتراض جميع الصواريخ المهاجمة يكلف الكيان ثمنا باهضاً جدا.
يذكر أن حركة “حماس” أطلقت أكثر من 3300 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ 10 مايو/أيار. وتم اعتراض أقل من نصفها. بحسب وسائل الإعلام العبرية..
سبوتنيك