غزة – فلسطين
الثلاثاء/10/مايو/2022
أجمع خبراء ومحللين سياسيين أن المناورة العسكرية (عربات النار) التي أعلنت عنها دولة الاحتلال ذات بعد هجومي وتأتي في إطار خطة التدريبات السنوية للعام الماضي، محـ ـذرين من أن تكون خـ ـدعة كبيرة تُنذر بمعركة عسكرية او عملية برية ضد في قطاع غزة.
من جهتها أعلنت المقـ ـاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر “الغرفة المشتركة للفصائل” أنها “رفعت درجة الجهوزية في صفوفها لكافة اجنحتها العسـ ـكرية تزامناً مع المناورة الإسرائيلية”، مطالبةً، بأخذ “أعلى درجات الحيطة والحذر”.
وتعتبر “عربات النار”، المناورة الأضخم في تاريخ جيش الاحتلال، حيث ستستغرق شهرًا كاملًا، في إطار تمرين عسكري، يحاكي سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات والأذرع، جوًا وبحرًا وبرًا و”سيـبرانيًا”.
خبير في الشأن الإسرائيلي: مناورة “عربات النار” قد تكون خدعة
وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي اياد حـمدان أن المناورة التي أعلن عنها الاحتلال قد تكون خدعة، وتتحول من تدريب إلى هجوم وتأتي في إطار خطة التدريبات السنوية للعام الماضـي، التي تم تأجيلها بسبب معركة سيف القدس.
وقال حمدان في حديثه لـ موقع “دنيا الوطن”:” إنه يجب الحذر والحيطة الشديدين لانه يشارك فيها جميع الوحدات والتشكيلات العسكرية الإسرائيلية، وأعلنت من قبل الكابينت (المجلس الوزاري المصغر)”.
كما أكد : “المناورات العسكرية الإسرائيلية يعلن عنها عادة، قبل أشهر، لكن هذه المرة كشف عنها قبل يومين فقط من تنفيذها، ما يوحي أن هناك أمرا ما، دفع قيادة الأركان إلى تسريعها”، مشيرا أن إسرائيل ستستخدم خلالها أحدث التقنيات العسكرية التي حصلت عليها في محاولة لردع المـ ـقاومة.
وأشار المختص بالشأن الإسرائيلي إياد حمدان إلى أنه وبالرغم من القوة التي تمتلكها المـ ـقاومة الا انه ينبغي عليها ان تستعد جيدا للمعركة التي ستخوضها، فالامكانات التي تمتلكها وقوة الردع لديها لا تواجه التقدم الذي وصل اليها الاحتلال الا ان هذا الامر لا ينقص من القدرة العسكرية لديها.
إياد حمدان: الخلافات التي يصدرها الاعلام الإسرائيلي بين أعضاء الائتلاف الحكومي ما هي الا مسرحية
وأوضح أن الخلافات التي يصدرها الاعلام الإسرائيلي بين أعضاء الائتلاف الحكومي ما هي الا مسرحية تنتهجها الأحزاب الإسرائيلية التي تتنافس على حساب الدم الفلسـطيني طالما بدأ العد التنازلي لحكومة بينيت وتصدر نتنياهو لاستلام زمام الأمور في الحكومة.
من جانبه أوضح المحلل السياسي “حسام الدجني” أن إسرائيل نفسها نفس باقي الجيوش التي تشعر أن هناك تهديدات وبأن هناك تراجع بالثقة بين المجتمع الإسرائيلي والجيش في ظل تزايد لعمليات المقاومة سواء على المستوى الفردي أو المنظم.
وأكد الدجني أن المناورة الإسرائيلية تأتي ضمن محاكاة لما كانت عليه استخلاص الدروس والعبر التي قادها جيش الاحتلال بعد تقييمه لمعركة سيف القدس ومدى جهوزية هذا الجيش لمواجهة التحديات من لبنان من سوريا وقطاع غزة والضفة الغربية.
وقال: “إن التسمية هي تسمية هجومية وما يمكن أن نقرأه بدلالات التسمية “عربات النار” ذات بعد هجومي وبذلك هي تحاكي وقد تحمل في طياتها عدوان مباغت لأي جهة كانت وبذلك يجب أن يكون هناك أخذ الحيطة والحذر وتحديد الجهـ ـوزية للمـ ـقاومة.
وأضاف:” إن هذا البعد الهجومي لهذه المناورة يمكن أن يكون ضربة مباغتة تستخـ ـدمها إسـ ـرائيل أو إن لم تقم بهذه الضربة فهي تحاكي أيضا سيناريوهات المواجهة المفتوحة الشاملة وهي تنذر وفق تقديرات إسرائيلية بقرب هذه المواجهة.
وأشار الدجني، إلى أن كل الأطراف غير معنية بالدخول في معركة إلا أن هناك محدد ميداني يأخذ الأمور الى ميدان المواجهة وقد يرجح كفة المواجهة في بعض الأحيان وهو وجود الاحـ ـتلال ومحاولات الحكومة الإسرائيلية إرضاء اليمين المتطرف من خلال الاقتحامات المتكررة للاماكن المقدسة في الخليل او القدس وأن أي اقتحام او اعتداء سيتبعه مواجهة.
وشدد على أن موضوع الاغتيـ ـالات التي صرحت به وسائل الاعلام العبرية وقيادة الساسة ربما هي توجيه من نتنياهو للضغط على نفتالي بينت فإن قام بينت بهذه الخطوة فإنه سيخرج منتصراً من هدفين وهو اغتيال قادة المقاومة واسقاط بينت عن سدة الحكم.
وأكدت الغرفة المشتركة في بيان لها، أنها في “حالة انعقادٍ دائم لرصد ومتابعة سلوك الاحتلال؛ تحسباً لقيامه بارتكاب أية حماقةٍ ضد أبناء شعبنا”.
وكشف المحلل العسكري في موقع (والا) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوخبوط النقاب عن تأهب في المؤسسة الأمنية قبيل أيام من مواعيد رمزية للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلى خلفية ما أسماه “التحريض المتطرف” في وسائل التواصل الاجتماعيّ، بحسب وصفه.
وتابع قائلاً، نقلاً عن مصادر أمنية وعسكرية في الكيان إنّ “شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) تعمل وفقاً للحساسية المتزايدة، في حين يعزّز الجيش الإسرائيليّ الجهوزية في الميدان على عدة بؤر وعلى طول الحدود بسبب مخاوف من تدهور أمني، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ التشديد في التأهّب والاستعداد هو على قطاع غزة، وبحسبه، “يُشكّل خط التماس على طول الضفة الغربيّة، وعلى حدود لبنان وسوريا”، كما نقل عن مصادره.
إسـرائيل تُطمئن نفسها: أعداء إسرائيـل ليسوا في وارد المواجهة
في سياق متصل أدعى مصدر أمني رفيع في تل أبيب، أنّه “ليس لدى أحد من أعداء إسرائيل حافزية كبيرة للدخول في مواجهة واسعة معها، لكن هناك دائمًا نوايا وقدرات في المنطقة”، على حد قوله.
واستطرد ذات المصدر قائلاً إنّه “يكفي أنْ يحاول عدد من المنفذين المنفردين أو التنظيمات المحلية في المناطق (الفلسطينية)، أو خلايا “إرهابية” فلسطينية في لبنان أو في سوريّة تنفيذ عمليات، عندها من المتوقع أنْ ننجّر إلى ردٍّ عسكريٍّ وبعد ذلك إلى عملية واسعة، يجب علينا أنْ نكون مستعدين ومتأهبين لكل السيناريوهات، بما في ذلك في قطاع غزة”، (وفقًا لتعبيره).
كما يذكر أن جيش الاحـ ـتلال قام بتجنيد كتائبه الاحتياط في الضفة الغربية حتى شهر آب للسماح للقوات النظامية بالتدرب وأن يكونوا مستعدين لتدهور أمني إذا حصل.
في غضون ذلك، تطرّق مصدر أمني آخر في الكيان إلى المناورة (عربات النار) الأكبر التي تُنفذ في العقدين الأخيرين، وشـدّد على أنّ الحديث يدور عن مناورة قيادات هذا الأسبوع، وبدءاً من الأسبوع المقبل ستناور قوات كبيرة في الميدان، فيما سيقرّر رئيس الأركان حجم المناورة وفقًا لتقديرات الوضع الأمني، وفق ما أكّده المصدر.
الجمهور الإسرائـيليّ في واد والقـيادة في وادٍ آخر
على صلةٍ بما تم ذكره، كشف الإعلاميّ، يوني بن مناحيم، الضابط سابق في جهاز الأمن العّام (الشباك) النقاب عن أنّ “الضعف الإسرائيليّ أمام المـقاومة الفلسطينيّة تجلّى في عدة مظاهر من بينها الخوف الكبير لدى المؤسسة الإسرائيليّة من وقوع مزيد من الهجمات في الأسابيع المقبلة، وفقدان الإحساس بالأمن الشخصـيّ للإسرائيليين، وفقدان الثقة التدريجيّ في قيادتهم، وتراجعـها في قوة الجيش والأمـن، وعدم وجود إستراتيجيّة واضحة للرد على المقـاومـة الفلسطينية، والمخاوف من انهيار السلطة والفوضى الأمنية في الضفة الغربية”، على حدّ تعبيره.
العمليات قد تُقوّض التطبيع مع الدول العربيّة
ومن خلال متابعة التصريحات والتحليلات في تل أبيب، يبدو واضحا إنّ الإسرائيليين يخشون من أنّ استمرار العمليات الفـدائيـة سيؤدّي لتقويض عملية التطبيع مع الدول العربية، لأنها، أيْ هذه الدول، ستُدرِك أنّ القضية الفلسطينيّة ليست ميـتةً، بل هي قلب الصراع الدائر، على حدّ تعبيرهم.
جـنرال اسرائيلي: هناك حاجةً ماسّـةً لترميم قوة الردع الإسرائيليّة أمام حماس والمقاومة بغزة
جدير بالذكر أنّ الجنرال المُتـقاعِد، أهارون ليبران، كان قد صرح لصحيفة (يسرائيل هايوم) إنّ هناك حاجةً ماسّةً لترميم قوة الردع الإسرائيـليّة، بعد الجولات القتاليّة التي خاضها جيش الاحـتلال ضدّ التنظـيمات الفلسطـينيّة في غزة.
وأوضخ أهارون ليبران: “رغم أن القوّة العسكريّة مُتواضعة لدى حمـاس، فإنّ لديها إمكانية وقدرة حقيقيّة على تهديد إسرائيل من خلال قذائفها الصاروخية، بما في ذلك مطار بن غوريون، وإشعال الحدود مع قطاع غزة، مُضيفًا أنّه أصبح واضحا أنّ قوة الردع الإسرائيليّة أمام حمـاس تراجعت وتآكلت لسببين اثنين: قوة وقف حماس وسكان غزة، فالفلسطينيون المحاصرون المنهكون في غزة ملتفـون حول حماس، ولديهم تعبئة دينية وأيديولوجية، ورغبة جامحة بالقضاء على إسـرائيل
مما يُخفِف عنهم تلقي المزيد من الخسائر وسقوط الضحايا في إطار صراعهم مع إسـرائيل، وفي الوقت عينه، أضاف، فإنّ إسرائيل كما يبدو ليست معنية بترميم قـوّة الردع، لأنّ قيادتيها العسكرية والسياسية ليستا معنيتين بفقدان جنودهم في الـمعركة، وتخشى من التورط في عمليّةٍ عسكريّةٍ بريّةٍ واسعةٍ في قلب غزّة.
تهديـدات إسـرائيليّة جـوفاء
وشدّدّ الجنرال أهارون ليبران على أنّه عندما يواصل أركان الدولة على إصدار تهديداتٍ مُتلاحقةٍ بشأن تنفيذ عمليّةٍ عسكريّةٍ في غزّة، ثم لا ينفذونها، فإنّ التهديد يظهر أجوفًا، بلْ ويُحفِز حماس لخوض جولةٍ أخرى من الإضرار بإسرائيل.
مؤكداً أنّ قوّة الردع هي وسامٌ حصريٌّ للجيش الإسرائيليّ، لكنّ الوضع الحالي قُبالة غزّة بات لا يُحتمل، ممّا يطرح السؤال حول كيفية ترميم الردع المتآكل، وأولها من خلال القضاء على سلطة حماس في غزة، رغم ما يقال عن أنّ استمرار حكمها سيبقي على الانقسام الفلسطينيّ.
لا مـفّر من عملية برية ضد غزة
وإختتم الجنرال الإسرائيليّ قوله أن العملية الجويّة ضدّ حماس في غزّة لا تكفي وحدها، ولن يكون مفر من تنفيذ عملية برية ضد غزة في مناطق تواجد الحركة، وإذا أرادت إسرائيل عدم الاستماع لمزيد من صفارات الإنذار، والسحب السوداء من الإطارات المشتعلة، فلا مناص من التفكير بقوةٍ وبصوت عالٍ لترميم الردع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.
المصدر: “دنيا الوطن + رام الله الاخباري + وكالات عبرية
اشترك بقناة “غزة الحدث الإخبارية” عبر تطبيق تيلغرام لمتابعة التطوّرات الميدانية في غزة أولاً بأوّل.
⬅️من هنا: