25 نوفمبر 2022
بَعد مرور ساعات على الهجوم في مدينة القدس المحتلة، وارتفاع حدّة التهديدات من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة على خلفيّتها، تبادَلت المقاومة ودولة الاحتلال، عبر الوسطاء، تحذيرات متبادلة من (اتّخاذ خطوات غير مدروسة).
ووفقاً لصحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الجمعة، عن مصادر في “حمــاس”، فقد أجرى الوسطاء المصريون، أمس، اتّصالات مع الحركة لتباحث الأوضاع في أعقاب العملية، وسْط اتّهامات إسرائيلية لـ(حمــاس) بالمسؤولية عنها، وتلويح بعودة سياسة الاغتيالات ضدّ قيادة الحركة في غزة.
وتضيف المصادر ذاتها إلى أن حمــاس ردّت على تلك الاتّهامات، بوصْفها إيّاها بأنها “محاولة لتفريغ الضغط الداخلي الإسرائيلي، عبر نقْل المعركة إلى القطاع”، مُهدِّدةً بأن “الرجوع إلى الاغتيالات سيكون لعنة على الإحتلال، وسيمثّل شرارة لانطلاق موجات كبيرة من العمليات الإستـشهادية، إضافة إلى تَفجّر مواجهات كبيرة مع المقاومة في غزة”..
وتحذر الحركة، الكيان، من “مغبّة القيام بخطوات عسكرية أو أمنية تجاه القطاع، لأن ردّة فعلها اليوم لن تكون كما كانت في عام 2002، بل إن مدن الاحتلال كلّها تحت مرمى نيران المقاومة”. (وفقا لما نقلت المصادر)
وكان المصريون نقلوا رسالة إلى حمــاس، بحسب المصادر، رسالة إسرائيلية بأنه إذا ثبت وقوف الحركة وراء هجوم القدس، فإن (ردّاً إسرائيلياً قاسياً سيُوجَّه إلى غزة).
في سياق متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنه «في هذه المرحلة، لا توجد معلومات تربط حمــاس بالعملية، لكن في موجات سابقة، ومن خلال محاولات أحبطها جهاز الشاباك في مرحلة مبكرة، تَبيّن أن بعضها جاء (بأوامر من القطاع) أو بطريقة غير مباشرة عبر مقرّ قيادة الحركة في تركيا».
ووفقاً لتقرير المراسل والمحلّل العسكري لمعاريف، تال ليف رام، فإن (نجاح الهجوم والبصمة المتروكة عليه سوف يشيران بوضوح إلى غزة، وهذا على الأرجح سيؤدّي إلى توصية من المؤسّسة الأمنية للمستوى السياسي بالردّ على حمــاس).
وتشير معاريف إلى أن دولة الاحتلال “قد تُغيّر سياستها المتّبَعة سابقاً، وتُوصل رسالة إلى الحركة بأنها لن تكتفي بالردّ على إطلاق الصـواريخ من غزة فقط، بل إن الإرهاب المُوجَّه من قيادتها في القطاع سيكون له ثمن باهظ أيضاً”.
وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه السلطات الإسرائيلية اعتقال عامل فلسطيني من غزة، بزعم التخطيط لتنفيذ عملية تفجيرية في حافلة جنوب فلسطين المحتلّة.
وزعم بيان لـ”الشاباك” بأنه في 30 تشرين الأوّل 2022، اعتُقل العامل فتحي زياد زقوت (31 عاماً) من سكّان رفح جنوب قطاع غزة ولديه تصريح عمل، مضيفاً أن زقوت (تمّ تجنيده من قِبَل حركة الجــهاد الإســلامي لتنفيذ الهجوم على خطّ الحافلات في المنطقة الجنوبية، وتَبيّن أنه تعلّم تصنيع العبوات من قِبَل خبير متفجّرات في غزة)، وأنه عند دخوله إسرائيل بدأ بجمع موادّ العبوة الناسفة، والتي ضُبطت لديه عند اعتقاله”.
ووفقا لما جاء في البيان فأن المحاولة «تمّت بإيعاز من جهاد غنام، أحد كبار قادة سـرايا القدس، الجناح العسـكري للـجهاد، وأن زقوت كان على اتّصال بمحمد وكريم تمراز ونشطاء آخرين من الحركة في رفح مِمَّن جنّدوه لتنفيذ الهجوم”.
ميدانياً، عزّزت المقاومة استعداداتها لإمكانية تَفجّر الأوضاع، ورفعت درجة الاستنفار لدى أجهزتها الأمنية وأجنحتها العسكرية، تحسّباً لمعركة جديدة قد تُفرض عليها.
وكالات