غزة – السبت ١٣ يوليو
محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، هو قائد عسكري فلسطيني بارز وقائد عام كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وُلد الضيف في غزة عام 1965، وأصبح أحد أهم المطلوبين للكيان الصهيوني منذ عام 1995، وذلك بسبب قتله لجنود إسرائيليين.
مسيرته المبكرة
تعود أصول عائلة الضيف إلى قرية كوكبا في أراضي الـ48، وعاشوا في مخيمات اللاجئين قبل أن يستقروا في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة. منذ صغره، عرف الضيف طريق المساجد، وكانت مساجد “بلال” و”الشافعي” و”الرحمة” محاور هامة في تشكيل شخصيته. خلال دراسته الجامعية، أصبح من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين
انضم الضيف لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، التي انطلقت منها حركة حماس نهاية 1987. في ذلك الوقت، كانت الجماعة تركز على الدعوة الإسلامية والتربية، ولم تكن قد انخرطت بعد في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال. برع الضيف في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث كان نشطًا في تنظيف شوارع خان يونس ومساعدة المزارعين خلال موسم الحصاد.
محاولة اغتياله واستهداف عائلته
اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الضيف في السابق، كما اعتقلته السلطة الوطنية الفلسطينية (حركة فتح). حاولت أجهزة المخابرات الصهيونية “الشاباك” و”الموساد” اغتياله أكثر من سبع مرات وفشلت، ولكنه أصيب إصابة بالغة في إحدى المحاولات. في محاولة اغتيال عام 2014، قَتَلَ الاحتلال عائلته ودمّر بيته.
حياته الشخصية
تزوج محمد الضيف مرتين، وله من زواجه الأول ولدين وبنت، وزوجة ثانية تزوجها عام 2007. في محاولة الاغتيال عام 2014، قُتلت زوجته وداد عصفورة وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات
قيل أنه لقّب بـالضيف لأنه حلّ ضيفًا على الضفة الغربية، فساهم في بناء كتائب القسام هناك. أو لأنه لا يستقر في أي مكان؛ فكثيرًا ما يكون ضيفًا على أحد.
استمرار التحدي
على الرغم من المحاولات المتكررة لاغتياله، يظل محمد الضيف شخصية محورية في المقاومة الفلسطينية. قيادته لكتائب الشهيد عز الدين القسام جعلته هدفاً رئيسياً للاحتلال الإسرائيلي، ولكن نجاحه في الإفلات من محاولات الاغتيال يعزز من رمزيته وقدرته على قيادة العمليات العسكرية ضد الاحتلال.
الضيف لم يكتفِ بدوره العسكري فقط، بل لعب دوراً كبيراً في الجوانب الدعوية والاجتماعية، مما أكسبه احتراماً واسعاً بين الفلسطينيين. قدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة والعيش كضيف في أماكن متعددة، أعطته ميزة البقاء بعيداً عن متناول الأعداء.
التأثير الدولي والإقليمي
أثارت حياة الضيف وتأثيره في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي اهتماماً دولياً وإقليمياً. دعوات الفصائل الفلسطينية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه تعكس التحديات المستمرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني. في ظل تصاعد التوترات، يبقى محمد الضيف رمزاً للمقاومة والاستمرار في مواجهة الاحتلال.
محمد الضيف، القائد العسكري الذي نجح في الإفلات من محاولات الاغتيال المتكررة، يمثل تحدياً كبيراً للاحتلال الإسرائيلي. قصته هي قصة تحدي وصمود في وجه محاولات الإبادة، وهي رمز للمقاومة المستمرة التي تعزز من عزيمة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.