“قمة الفرصة الأخيرة”.. لماذا تعد مفاوضات الدوحة بشأن غزة حاسمة هذه المرة؟
تكتسب مباحثات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، والتي تعقد يوم غد الخميس 15 أغسطس/آب 2024، زخماً مع الاعتقاد السائد لدى الأمريكيين والإسرائيليين، بأن التوصل إلى اتفاق قد يُرجئ الرد الإيراني وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران، والقيادي بحزب الله فؤاد شكر.
من جهتها قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن الإدارة الأمريكية تعتزم تقديم مقترح جديد في قمة الدوحة، وممارسة ضغوط شديدة على الأطراف للموافقة الفورية على الخطوط العريضة للمقترح.
وبالنسبة للأمريكيين، فإن هذه القمة هي ” قمة الفرصة الأخيرة”، وتتوجه الأنظار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما إذا سيقرر منح فريق التفاوض تفويضاً موسعاً قبل مغادرته إلى الدوحة ليتمكن من إبرام الصفقة.
التوصل لاتفاق في قمة الدوحة قد يُجنب إسرائيل هجوما إيرانيا
ورغم عدم تأكيد أو نفي إيراني، فقد نقلت وكالة رويترز للانباء عن مصادر إيرانية أن طهران ستشن هجوماً على الفور إذا فشلت محادثات غزة، أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات، كما لطالما رهن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقف عمليات حزبه في الشمال الإسرائيلي، بوقف الحرب على القطاع.
وفي تصريحات صحفية، توقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن تمتنع إيران عن مهاجمة إسرائيل إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بالأيام القليلة المقبلة.
كما يشعر البيت الأبيض، بقلق بالغ من أن هجوم إيران وحزب الله على إسرائيل من شأنه أن يعرقل المفاوضات، ويقتل أي اتفاق محتمل، وفقا لموقع “أكسيوس” الأمريكي.
وقال مسؤولون أمريكيون لموقع أكسيوس ، إنه في الوقت الذي تشير تقييمات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إلى أن إيران أجرت استعدادات عسكرية لشن هجوم على إسرائيل، فإن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لم يصدر بعد أمرًا نهائيًا بتنفيذ الهجوم.
المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، قال أن الربط بين اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، والرد على الاغتيالات في طهران وبيروت، يجعل قمة الخميس في الدوحة أكثر مصيرية.
وبحسب المحلل العسكري هارئيل، فإن التهديد الإيراني الذي يأتي قبل استئناف المفاوضات في قطر غداً الخميس، يثير احتمال وقف الهجوم قبل أن يبدأ، وبالتالي يعزز الجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق.
ويثير ذلك مسألة ما إذا كانت هناك “قناة خلفية” بين واشنطن وطهران، وفي الوقت ذاته قد يفسر نتنياهو هذا على أنه محاولة لإرغامه على قبول شروط يجدها صعبة، بحسب المحلل العسكري الإسرائيلي.
كما يأتي ذلك في الوقت ذاته الذي نشرت فيه الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط، لتعلن عن استعدادها لمساعدة إسرائيل في حال تعرضها لهجوم، ولكن ما هو على المحك الآن أكبر وأكثر خطورة مما كان عليه الحال في أبريل/نيسان الماضي، ولذلك يمكن القول إن التحركات الأخيرة من واشنطن وطهران قد ترفع من رهانات نجاح أو فشل المحادثات بقمة الدوحة.
أما بالنسبة لجبهة الشمال، فإن هناك احتمالان، بحسب المحلل العسكري، هما:
الأول، هو التوصل لوقف إطلاق النار بالقطاع مما ينعكس على الجبهة الشمالية، ويؤدي إلى إبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود.
أما الثاني، حرب شاملة قد تؤدي إلى خسائر متعددة، لكن الحكومة ليس لديها سياسة واضحة فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، باستثناء كسب الوقت، كما أن نتنياهو يصب تركيزه على غزة.
هل يمنح نتنياهو فريق التفاوض تفويضاً موسعاً؟
من جانب آخر، فإن العقبات التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام التوصل لوقف إطلاق النار بغزة، تعد عاملاً آخر، يجعل من محادثات قمة الدوحة “مصيرية”، ولاسيما أن الحركة بغزة قالت في ردها على البيان الثلاثي للوسطاء، إنها تطالبهم بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة، وعليه فإنها لن تتجاوب مع أي مقترحات جديدة.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن إسرائيل طرحت خمسة شروط جديدة في المحادثات التي أجريت نهاية الشهر الماضي، أبرزها بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وفحص الفلسطينيين العائدين من جنوب القطاع إلى شماله، وهي تفاصيل لم تكن مدرجة بالمقترح الذي قبلت فصائل المقاومة في غزة التفاوض بشأنه.
وعلى الرغم من أن الدول الوسيطة وجهات الاختصاص في إسرائيل قد أوضحت بالفعل أن مباحثات قمة الدوحة هي الفرصة الأخيرة، إلا أن الجدل بشأن “التفويض” بين نتنياهو وفريق التفاوض لا يزال مستمرًا.
حيث تتواصل الجهود لتقليص الفجوات، ومع ذلك، يبقى السؤال الأبرز: إلى أي مدى سيكون التفويض الذي يخرج به الفريق إلى القمة الحاسمة؟، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
ونقلت القناة الإسرائيلية، عن مسؤول سياسي، أن نتنياهو متمسك بالشروط التي طرحها، لاسيما تلك المتعلقة بآلية مراقبة تحركات المسلحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، وتعد هذه النقطة حساسة لأن جميع رؤساء الأجهزة الأمنية أوضحوا أنه لا توجد في الوقت الراهن آلية تسمح بذلك.
بحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن المعضلة هذه المرة ليست فقط بين إسرائيل وحماس، بل إن الرهانات إرتفعت، وإذا تم النظر إلى تل أبيب بأنها هي من أفشلت المفاوضات، فإن ذلك سيجعلها في مواجهة مباشرة مع إيران أيضاً.
فيما يشدد مسؤولو فريق التفاوض، على أنه إذا لم يتم توسيع التفويض لهم، فلا فائدة من سفرهم.