10 مارس 2024
استعرض محلل عسكري إسرائيلي، اليوم الأحد، المصلحة الأمريكية من خطوة إقامة ميناء عائم (رصيف بحري) قبالة قطاع غزة، تزامنا مع دخول الحرب المدمرة على القطاع شهرها السادس.
وقال المحلل العسكري رون بن يشاي، في مقال افتتاحي بصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إن “للولايات المتحدة مصلحة في بناء رصيف بحري عائم أمام غزة، لأربعة أسباب رئيسية”.
وأوضح بن يشاي السبب الأول؛ سيتيح الرصيف البحري إنزال شحنات كبيرة وكميات من المساعدات الإنسانية، أكبر بعشرة أضعاف وأكثر من الكميات التي تصل حاليا إلى غزة عبر الشاحنات البرية.
وتابع قائلا: “السبب الثاني هو أن الرصيف البحري أمام شواطئ شمال غزة سيقع تحت سيطرة إسرائيلية نسبيا، وستضمن وصول المساعدات بشكل مباشر إلى وكالة الغوث، دون تحكم من حركة حماس”.
وذكر المحلل العسكري أن السبب الثالث يتعلق بمحاولة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إرضاء ناخبي الحزب الديمقراطي، عبر هذه الخطوة، وإظهار أن الولايات المتحدة تدخل المساعدات إلى قطاع غزة رغم معارضة حكومة إسرائيل، لتحسين صورة الرئيس بايدن في نظر الناخبين من الجناح التقدمي في حزبه الديمقراطي.
وأضاف بن يشاي الإسرائيلي إلى أن السبب الرابع يتعلق بفهم الإدارة الأمريكية أن نتنياهو أسير لدى الوزيرين المتطرفين بن غفير وسموتريتش، وهكذا يتمكن نتنياهو من تبرير إدخال المساعدات الإنسانية الكبرى، بأنها إملاء مباشر من واشنطن.
وبيّن المحلل العسكري أن الرصيف البحري الأمريكي أمام شواطئ غزة ليس المشروع الوحيد الذي يحاول جلب المساعدات عبر البحر، ففي الأيام القريبة القادمة ستصل مساعدات إلى غزة تحمل على سفن صغيرة في قبرص، وسيتم فحصها من قبل الإسرائيليين.
وأشار بن يشاي إلى أنه لإدخال كميات كبيرة من المساعدات، هناك حاجة إلى رصيف عائم، سيكون ممكنا عبره إنزال كميات كبيرة من المؤن، ونقلها إلى الشاطئ بسرعة كبيرة.
من جهته اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن الممرّ البحري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، سيدفع نحو “انهيار حكم حركة حماس” في القطاع المحاصر، مشددا على أن ذلك يأتي في إطار تنسيق أمني ومدني مع الولايات المتحدة الأميركية والإمارات وقبرص.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع في جولة تفقدية برفقة القوات البحرية التابعة للجيش الإسرائيلي أبحر خلالها في المنطقة المقابلة لشواطئ قطاع غزة، بجسب ما جاء في بيان وزارة أمن الاحتلال، وقالت إنها كانت تهدف لـ”تفقد عن كثب الأعمال المخطط لها لإنشاء الممر البحري للمساعدات الإنسانية”.
وأوضح يؤاف غالانت أن الجولة البحرية أجريت بمشاركة قائد القوات البحرية، دافيد ساعر سلمة، ومنسق عمليات الحكومة في المناطق المحتلة، غسان عليان، حيث اطلع غالانت على “العمليات الوشيكة لإنشاء الممر البحري، وعلى مسارات الإمداد المختلفة التي ستمكن من توزيع المساعدات التي ستصل إلى أهالي القطاع”.
ونقل البيان عن وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت قوله: “أنا حاليا في جولة قبالة سواحل غزة، مع قائد البحرية ومنسق العمليات في المناطق، من أجل إلقاء نظرة فاحصة على كيفية البدء في إعداد أعمال البنية التحتية لافتتاح الممر البحري”، وأضاف أن “هذه العملية تهدف إلى تقديم المساعدات مباشرة إلى السكان وبالتالي مواصلة تقويض حكم حماس في غزة”.
وأضاف “سننقل المساعدات عبر ممر بحري يتم التنسيق بشأنه مع الولايات المتحدة على الصعيدين الأمني والإنساني، بمساعدة الإمارات في الجانب المدني، إضافة إلى عمليات التفتيش والفحص التي ستتم في قبرص، سنقوم بتوصيل البضائع التي تقدمها المنظمات الدولية بمساعدة أميركية”.
ولفت “سنضمن أن عمليات الإمداد بالمساعدات هنا تصل إلى من يحتاجون إليها وليس إلى من لا يحتاجون إليها”.
ويثير الرصيف البحري الذي تعتزم الولايات المتحدة إنشاءه في نقطة ما على ساحل قطاع غزة الشكوك في ظل التفاصيل غير الواضحة بشأن موقعه المحتمل وطريقة تشغيله وإدارته والجهات التي ستتولى التسلم وتوزيع المساعدات داخل القطاع المنكوب.
وفي خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء “ميناء مؤقت” على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي يحتاجها القطاع المحاصر.
ويوم الجمعة الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي تواصل إسرائيل الحرب عليه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر مخلفًا أكثر من 30 ألف شهيد.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط الكوكيز.