25 نوفمبر 2022
تواصل الصحف الإسرائيلية في تقاريرها الإخبارية على هجوم القدس المزدوجة التي وقعت صباح الأربعاء وأدت لمقتل إسرائيلي وإصابة 23 بجروح متفاوتة، لا زال من بينهم واحد بحالة حرجة.
وفي تقرير تحليلي نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، لمراسلها ومحللها العسكري عاموس هرئيل، فإن هجوم القدس ربما يكون حقق كوابيس جهاز الشاباك الذي كان يخشى مثل هذا السيناريو، مشيراً إلى أن الجهاز كان بإستمرار يبحث عن وجود خلايا محترفة قادرة على تنفيذ هجمات ستحدث دمارا كبيرا، في حين أن شعبة المخابرات في الجيش الإسرائيلي كان قلقها أكثر باتجاه الظواهر الشعبية مثل “عرين الأسود”، والتي أثارت مخيلة جيل الشباب في الضفة الغربية وقوضت سيطرة السلطة، بينما كان يخشى الجيش نفسه التقليد الذي سينتشر إلى مدن أخرى.
ويقول المحلل العسكري، إن العملية في القدس تشير إلى أنه هجوم منظم تم التخطيط له بعناية، والتقديرات إنها خلية إما من الضفة أو شرقي القدس، تقوم بصناعة عبوات ناسفة.
وأشار هرئيل، إلى أن “الموجة الحالية بدأت بهجمات في الخط الأخضر قبل 8 أشهر، ومنذ ذلك الحين تحول الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مدن الضفة ومخيماتها، ولكن هذا لم يوقف العمليات المنفردة وكذلك بعض الخلايا المحلية الصغيرة، كما أن هناك خلايا أكثر تنظيمًا تديرها المنظمات القديمة مثل حماس والجـهاد الإسـلامـ ـي، وهو ما يدفع المخابرات باستمرار للبحث عن نقطة تحول من خلال حدث معين أو اتجاه جديد قد يجلب الأطراف إلى حدث أكثر خطورة وقوة، كنوع من الانتفاضة الثالثة”.
ويرى عاموس هرئيل أن سيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة مستبعد ويرجع ذلك أساسا إلى أن عامة سكان الضفة الغربية لا ينضمون للأحداث، والجيش والشاباك يعزو ذلك إلى ما يوصف بـ “تكلفة الخسارة”، وأنه طالما لا يوجد أي إضرار بالعمل في الخط الأخضر والمستوطنات، فإن الغالبية من الفلسطينيين يفضلون سبل العيش الآمن على مخاطر نشوب صراع واسع النطاق، ولكن لا يوجد ما يضمن ذلك.
ويعتبر المحلل هرئيل، أن أهم نقاط الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التدهور، هي القدس مصدر القلق الدائم خاصة في إطار السياق الديني، وبشكل خاص بما يحدث في المسجد الأقصى، كما تشعر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالقلق من الاحتكاك المستمر بين الفلسطينيين والمستوطنين خاصة في مناطق البؤر الاستيطانية بالضفة وتحديدا نابلس، والمخاوف من سقوط ضحايا أطفال أو نساء على يد المستوطنين ما قد يثير ردود فعل غير متوقعة.
وتطرق مراسل صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل لإمكانية ضلوع قطاع غزة في عملية القدس وما يجري بالضفة الغربية، لافتاً إلى أن إسرائيل ستواجه معضلة فيما إذا كانت سترد على غزة مما يهدد الهدوء والسلام الذي يسود هناك منذ 3 أشهر، مشيرا إلى ما أعلن عنه الشاباك أمس حول اعتقال عامل من غزة خطط لهجوم تفجيري بإيعاز من حركة الجـ ـهاد الإسـ ـلامي.
وأضاف: خاطرت الحكومة المنتهية ولايتها عندما قررت استئناف دخول العمال من قطاع غزة إلى إسرائيل، وهذا الحدث (اعتقال العامل) يعرض للخطر سبل عيش 17000 عامل من غزة، وإلى جانب الهجمات في القدس، وبالنظر إلى الصدمة الإسرائيلية منها، فإن هذا دليل أيضًا على أننا أمام تصعيد كبير، وهناك شخص ما قرر رفع الرهان.
وأشار إلى أن ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية شمال الضفة الغربية يمثل قلقا آخر للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، معتبرا وقوع مثل حدث إختطاف جثة الشاب الدرزي والذي وصفه بالحدث الوهمي رغم إستعادة جثمانه بعد وساطات عديدة، يشير إلى الفوضى في جنين والتي تسود هناك كما في الحالة الصومالية.
صحيفة “القدس